موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

البحث داخل الكتاب

عرض الصفحة 13 - -

 

كتاب فصوص الحكمللشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة ....

 

 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 13


وصور للإنسان الكامل الذي يعرف الله حق معرفته، فكل منهم ينطق- أو ينطقه ابن عربي- بالمعرفة التي اختص بها، فيقوم في ذلك بشرح ناحية من نواحي مذهبه والدفاع عنه. فآدم مثلًا يفسر معنى الخلافة الإنسانية ويبين منزلته من الله والعالم، وبأي معنى استحق الإنسان الخلافة عن الله، وصدق عليه أنه الموجود الذي خلقه الله على صورته. وأيوب يمثل دور الإنسان الذي ابتلاه الله بعذاب الحجاب- لا عذاب البدن- فهو يبحث جاهداً عن طريقة لإزالة ألم الحجاب عن نفسه حتى يصل إلى برد شراب المعرفة الحقة. وداود وسليمان يتمثل فيهما نوعان من الخلافة: الخلافة الظاهرة التي هي خلافة الملك ويتبعها العلم الظاهر، والخلافة الباطنة التي يتبعها العلم الباطن. ومحمد يمثل دور المدافع عن الفردية الثلاثية: أي التثليث الذي قام عليه كل شي‏ء في الوجود وهكذا. يعمد ابن عربي في كل ذلك إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات والأحاديث بطريقة خاصة في التأويل. فإن كان في ظاهر الآية ما يؤيد مذهبه- مهما كانت دلالتها على التشبيه والتجسيم- أخذ بها، وإلا صرفها إلى غير معناها الظاهر. وهو مع هذا لا يجيز تأويل المعتزلة للآيات الدالة على التشبيه، بل يتهمهم بأنهم يحكمون العقل وحده في مسائل الإلهيات ويقولون بتنزيه الله تنزيهاً مطلقاً، وهذا في نظره جهل بنصف الحقيقة، إذ الحقيقة الكاملة هي أن الله تعالى منزه مشبَّه معاً. (راجع كلامه في الفص الثاني والعشرين في تفسير قوله تعالى‏ وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏).

ولا تخلو طريقة تأويله للآيات من تعسف وشطط أحياناً لا سيما إذا عمد إلى الحيل اللفظية في الوصول إلى المعاني التي يريدها كأن يقول في الفص الأيوبي إن المراد بالشيطان في قوله تعالى‏ «أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وعَذابٍ» هو البعد،


-


- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 13


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!