موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


شجرة الأولياء

ويعتبر الشيخ محي الدين أن أولياء الله تعالى الذين يحفظ الله بهم العالم إنما هم على مراتب أعلاها مرتبة القطب، ثم يليه الإمامان ثم الأوتاد الأربعة، ثم هناك الأبدال والنقباء والنجباء والرجبيون والأفراد، إلى ما هناك من مراتب كثيرة ذكرها في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات المكية. ويعتمد الصوفية في هذا التقسيم الشجري للأولياء على عدد من الأحاديث بالإضافة إلى علم الكشف الذي يتميّزون به، فمثلا يقول النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ذلك في الحديث الشريف:

إن لله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم، ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى، ولله في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم، ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل، ولله في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل، ولله في الخلق واحدٌ على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة، فيهم يُحي ويُميت ويُمطر ويُنبت ويدفع البلاء.[1]

وقد سرد ابن العربي جميع هذه الأصناف وغيرها من الأولياء الذين يسميهم رجال الأنفاس أو العدد أي الذين لهم عدد معيّن في كل وقت لا يزيدون ولا ينقصون، ومنهم من هو غير محصور بعدد. فهو يقول مثلا في الفتوحات المكية في الباب السادس عشر "في معرفة المنازل السفلية والعلوم الكونية ومبدأ معرفة الله منها ومعرفة الأوتاد والأبدال ومن تولاهم من الأرواح العلوية وترتيب أفلاكها" أن الأوتاد الذين يحفظ الله بهم العالم أربعة لا خامس لهم وهم أخصُّ من الأبدال والإمامان أخصُّ منهم والقطب هو أخصُّ الجماعة. والأبدال في هذا الطريق لفظ مشترك حيث يطلقون الأبدال على من تبدّلت أوصافه المذمومة بالمحمودة ويطلقونه على عدد خاص من الرجال، وهم أربعون عند بعضهم، لصفة يجتمعون فيها. ومنهم من قال عددهم سبعة. والذين قالوا سبعة منهم من جعل السبعة الأبدال خارجين عن الأوتاد متميّزين ومنهم من قال إن الأوتاد الأربعة من الأبدال؛ فالأبدال سبعة ومن هذه السبعة أربعة هم الأوتاد واثنان هما الإمامان وواحد هو القطب وهذه الجملة هم الأبدال. وقيل أن الأبدال سُموا أبدالاً لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله، ويؤخذ من الأربعين واحدٌ وتُكمل الأربعون بواحد من الثلاثمائة وتُكمل الثلاثمائة بواحد من صالحي المؤمنين.

ثم يقول الشيخ محي الدين أن هؤلاء الأوتاد الواحد منهم على قلب آدم والآخر على قلب إبراهيم والآخر على قلب عيسى والآخر على قلب محمد عليهم السلام. فمنهم من تمدُّه روحانية إسرافيل



[1] انظر في كنز العمّال: حديث رقم 34629.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!