موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أهلكتني، وأنا حتى الآن شابع منها أتجشأها. فتعجب القوم وفرحوا أن رأوا رجلا أخبرهم بالمسألة كيف وجدت. أخبر الشيخَ محي الدين بذلك في دار عبد الله الشكاز الباغي الشخص الذي أكل عنه فشبع وكان معه صاحبه عبد الله بدر الحبشي مع جماعة يذكرون الموروري ويقولون من مثل عبد الله الموروري ما رأينا مثله.

كتاب التدبيرات الإلهية (مورور)

وعندما كان الشيخ رضي الله عنه في مورور رأى عند الشيخ عبد الله الموروري كتاب سرّ الأسرار[1] للحكيم أرسطو وهو الذي ألفه لذي القرنين لما ضعف أرسطو عن المشي معه، فقال له عبد الله: هذا المؤلف قد نظر في تدبير هذه المملكة الدنيوية، فكنت أريد منك أن تقابله بسياسة المملكة الإنسانية التي فيها سعادتنا. فلبى الشيخ الأكبر طلبه وألف كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية، وربما يكون هو أول كتاب ألفه رضي الله عنه، وقد أتمه في أقل من أربعة أيام وهو عند الشيخ أبي محمد عبد الله الموروري في مدينة مورور، ويبلغ هذا الكتاب ثلاثة أو أربعة أضعاف حجم كتاب سر الأسرار، ويقول عنه الشيخ رضي الله عنه أنه كتاب ينتفع به خادم الملوك في خدمته وصاحب طريق الآخرة في نفسه.[2]

ولكن يبدو أن الشيخ محي الدين قد أعجب بكتاب سر الأسرار وأوقفته بعض أفكاره، فنجده ينقل عنه في محاضرة الأبرار فيقول:

وقفت في كتاب سر الأسرار لأرسطو على دائرة اصطنعها للاسكندر يوصيه فيها، تتضمن: العالم بستانٌ سياجُه الدولة-الدولة سلطانٌ يحجبه السنّة-السنّة سياسةٌ يسوسها الملك-الملك راعٍ يعضده الجيش-الجيش أعوانٌ يكفلهم المال-المال رزق تجمعه الرعيّة-الرعيّة عبيد يعبّدهم العدل-العدل مألوفٌ فيه صلاح العالم- ويتصل هذا الكلام بأوله في الدائرة.[3] وهذه صورة هذه النصيحة:

العالم بستان سياجه الدولة-الدولة سلطان يحجبه السنّة-السنة سياسة يسوسها الملك-الملك راع يعضده الجيش-الجيش أعوان يكفلهم المال-المال رزق تجمعه الرعية-الرعية عبيد يعبدهم العدل-العدل مألوف فيه صلاح العالم-



[1] كتاب سرّ الأسرار لأرسطوطاليس، ألفه لتلميذه الملك الأعظم الإسكندر المعروف بذي القرنين، وقد اشتمل على وصايا وفوائد عظيمة استفاد منها الإسكندر في فتح العديد من البلدان والسيطرة عليها. وقد ذكر أرسطو في هذا الكتاب أصناف الملوك وحالة الملك وهيئته، وكيف يجب أن يكون مأخذه في خاصة نفسه في جميع أحواله وتدابيره، وفي صورة العدل الذي يكمل به الملك وتُساس به الخاصة والعامة، وفي كتّاب السجلات ومراتبهم، وفي سفرائهم ورسلهم وهيئاتهم ووجه السياسة في تعيينهم، وفي سياسة قواده والأساورة من أجناده ومن دونهم ومن طبقاتهم، وفي سياسة الحروب. ثم تحدث في خواص الظلمات وأسرار النجوم واستمالة النفوس وخواص الأحجار والنبات. ولقد طبع هذا الكتاب مؤخراً عدة طبعات، منها: سر الأسرار أو السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة ويليه رسالة الإسكندر الى أرسطاطاليس، تأليف الحكيم أرسطاطاليس وترجمة يوحنا بن البطريق، تحقيق أحمد فريد المزيدي، الناشر: دار الكتب العلمية-بيروت، 2004.

[2] التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية، ضمن مجموعة "إنشاء الدوائر"، مكتبة الثقافة الدينية-مصر، د.ت.، ص75.

[3] محاضرة الأبرار: ج2ص52-53.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!