موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المسجد ويدخل منزله ويحاسب نفسه في حركاته وألفاظه وجميع ما يعلم أن الملك يقيده عليه فتكون حالته على حسب ما يجده في صحيفته، ثم يقوم إلى سريره فينام فإذا مضى من الليل جزء فإن كان أصاب أهله اغتسل ودخل مصلاه يترنم بالقرآن ويتلذذ به تارة في حضرة التوحيد وتارة في الجنة وتارة في الاعتبار وتارة في الأحكام بحسب ما تعطيه الآية حتى يصبح فيخرج من صلاته وقد اطلع على علوم كثيرة في تلاوته من الله تعالى لم تكن عنده فهّمه الله إياها من القرآن كما قال الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)، فإذا طلع الفجر فتح المسجد وأذن ودخل منزله فركع الفجر وقعد في منزله يذكر الله فإذا أسفر خرج فصلى بالناس. فهكذا كان ديدنه ودأبه.

ويقول عنه الشيخ محي الدين أيضاً أنه كان لا يتأدم في الجمعة إلا مرتين في ليلة الاثنين وليلة الجمعة، وكان سنيّ الحال والمقام كثير المعرفة قلّ أن يرى مثله. وكعادته جمع الشيخ محي الدين بينه وبين صاحبه عبد الله بدر الحبشي وصلى خلفه.[1]

عبد الله الخياط

اجتمع به الشيخ محي الدين في جامع العديس بإشبيلية وكان عمره عشر سنين أو أحد عشر سنة وهو ذو طمرين ممتقع اللون كثير الفكر شديد الوجد والتوله. التقى به ابن العربي وكان قد فُتح عليه في هذا الطريق وما علم به أحد، فأراد ابن العربي الموازنة معه فنظر إليه فتبسم ونظر إليه وأشار إليه فأشار إليه، فيقول الشيخ محي الدين أنه ما رأى نفسه بين يديه إلا كدرهم زائف، فقال له عبد الله الخياط: الجد الجد فطوبى لمن عرف ما خلق له، ثم صلى معه العصر وأخذ نعله وسلم عليه وانصرف، فذهب ابن العربي يشيعه ليعرف منزله فلم يجد له أثرا، فسأل عنه فلم يجد أحدا يخبره عنه، ثم لم يره بعد ذلك ولا سمع به أبدا.[2]

أبو علي حسن الشكاز

وكان من مريدي صالح العدوي، عاشره الشيخ محي الدين من وقت دخلوه في الطريق حتى مات بإشبيلية، فيقول عنه أنه كان كثير الدمعة لا تزال عينه تهطل أبدا، وكان مولعا بالنكاح جدا لا يستغني عنه، فأراد الشيخ الشبربيلي (ذكرناه أعلاه) أن يأخذه لابنة أخيه فمشت إليه أم الزهراء فقالت يا أبا علي إن أبا الحجاج يحب أن يعطيك بنت أخيه، وكان ذلك يوم الأحد، فقال لها أنا كنت من أحب الناس في مصاهرته ولكن قد تزوجت وبعد خمسة أيام من يومنا هذا أدخل بزوجتي عروسا، فقالت له بمن تزوجت قال لها ستري ذلك الوقت، وانصرف إلى منزله ولازم فراشه حتى انقضت خمسة أيام فمات رحمه الله تعالى.[3]



[1] روح القدس: 55-57.

[2] روح القدس: 78.

[3] روح القدس: 62.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!