موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


أبو عبد الله محمد بن جمهور

وكان أيضاً شابا من أقران أبي علي الشكاز وأبي عبد الله الخياط (الذي ذكرناه أعلاه) في السن والحال. وكان مجتهدا في العبادة وكان يقرأ القرآن والعربية لم يقرأ شعرا قط. وكان من الراكعين الساجدين حتى قبضه الله. وكان قوي القلب ضعيف البدن مصفر اللون شديدا على نفسه؛ فيقال له أرفق عليها فيقول "للرفق أجهد". وكان رحمه الله كثير النفور من الخلق يحب الخلوة والعزلة، ورِعاً زاهداً عارفاً بالله واقفاً مع الله شديد المعاملة طلباً للمواصلة، محب أهل الله أهل القرآن. توفاه الله صغير السن في عنفوان شبابه ونار اجتهاده، ما فاقه أحد في العبادة.[1]

الشيخ أبو عمران موسى السيدراني

وكان من الأبدال وكان مجهولا له عجائب وغرائب وكان سبب اجتماع ابن العربي به أنه قعد مرة بعد صلاة المغرب بمنزله بإشبيلية في حياة الشيخ أبي مدين وتمنى أن لو اجتمع به، وكان الشيخ أبو مدين في ذلك الزمن ببجاية وهي على مسيرة خمسة وأربعين يوما من إشبيلية. فلما صلى الشيخ محي الدين المغرب وتنفل ركعتين خفيفتين فلما سلمت دخل عليه أبو عمران فسلّم فأجلسه إلى جانبه وقال له: من أين؟ فقال من عند الشيخ أبي مدين من بجاية. قال له ابن العربي: متى عهدك به؟ قال: صليت معه هذا المغرب فردّ وجهه إلي وقال إن محمد ابن العربي بإشبيلية خطر له كذا وكذا فسِر إليه الساعة وأخبره عني بكذا وكذا وذكر له من رغبته في لقاء الشيخ وقال له يقول لك الشيخ أبو مدين: أما الاجتماع بالأرواح فقد صح بيني وبينك وثبت، وأما الاجتماع بالأجسام في هذه الدار فقد أبى الله ذلك فسكِّن خاطرك والموعد بيني وبينك عند الله في مستقر رحمته.[2] وسوف نذكر المزيد عنه في الفصل الثالث أثناء حديثنا عن الشيخ أبي مدين.

الشيخ أبو محمد مخلوف القباني

يقول عنه الشيخ محي الدين في روح القدس أنه سكن قرطبة حتى مات عن إذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ذهب إليه ابن العربي مع والده رحمه الله تعالى فدعا له وبقيا عنده من غدوة حتى صلاة العصر وأكلا من طعامه. ويقول إنه كان من يدخل بيته يأخذه الحال قبل أن يراه. وكان ذاكرا على الدوام خلاف أوراده فكان له كل يوم خلاف ذكره كذا ألف تسبيحة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل. وكان يعم بدعائه أهل السموات وأهل الأرض حتى الحيّات في البحر وكان سريع العَبرة.

ويقول الشيخ محي الدين أنه تركه في عافية وانصرف إلى منزله فلما جاء الليل وأخذ مضجعه



[1] روح القدس: 61.

[2] روح القدس: 74-76.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!