موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ذكره وشغله. فرجع الرجل إلى ابن العربي منكسر القلب، فقال له ابن العربي قد طوّلت عليه، ارجع إليه مرة أخرى وقل له: إخرزه لي ابتغاء ثواب الله لا أدفع لك عليه شيئا. فرجع إليه فقال له ذلك؛ فنظر إليه ساعة وقال له أنت مرسول. ثم التفت الشيخ صالح فأبصر ابن العربي فقال للرجل: اترك نعلك وانصرف عني فإذا كان العصر فتعال إلي فإن وجدتني حيّاً دفعته لك وإن وجدتني ميتاً فتراني أوصي لك هذا الجار. ثم التفت الشيخ صالح وأشار إلى الشيخ محي الدين فأقبل إليه، فقال هكذا تفعل الأصحاب! يقابلون إخوانهم بما يسوؤهم، لا تعد لمثلها، ولولا ما جعل الله في قلبي من الألفة ما رأيتك، ولكن استر عليّ.[1]

الشيخ أبو العباس أحمد بن همام

وهو من أهل إشبيلية أيضاً وقد ألهمه الله رشد نفسه وأقبل على العبادة قبل أن يبلغ الحلم كذلك، وكان ذا جد واجتهاد يبكي أبداً على نفسه كأنه الثكلى على وحيدها، كان له والدٌ يحول بينه وبين طريق الله، كلما اشتدّ ذلك عليه جاء إلى الشيخ محي الدين وقال له يا أخي اشتدّ علي الأمر وقد طردني أبي وقال لي سر حيث شئت، وأنا أريد الخروج إلى ثغور المسلمين لجهاد العدو وأرابط بموقع منها حتى أموت. فمشى إلى ثغر منها يقال له جلمانية وبقي بها ثم عاد إلى إشبيلية بعد ذلك وأخذ بعض حاجاته ورجع يرابط بها.[2]

الشيخ أبو أحمد السلاوي

وهو من أصحاب الشيخ أبي مدين الذي سنتكلم عنه في الفصل القادم صحبه ثمانية عشر سنة. يقول عنه الشيخ محي الدين أنه وصل إلى إشبيلية حين كان ابن العربي في تربية شيخه أبي يعقوب الذي ذكرناه أعلاه فكان أبو أحمد رحمه الله قوي الحال كثير الاجتهاد والعبادة شديد البكاء. بات معه ابن العربي شهرا كاملا بمسجد ابن جراد فقام ابن العربي مرة ليلا يريد أن يصلي فتوضأ وجاء إلى مسقف المسجد فرآه نائما عند باب المسقف والأنوار متصلة إلى السماء فبقي الشيخ محي الدين واقفا ينظر فيقول إنه لا يدري أمِن السماء نزلت عليه تلك الأنوار حتى اتصلت به أو منه انبعثت حتى اتصلت بالسماء؛ فلم يزل واقفا عليه يتعجب من حاله حتى استيقظ أبو أحمد وقام يصلي. فيقول إنه كان إذا بكى أبو أحمد يأخذ ابن العربي الدموع إذا سقطت من عينيه على الأرض فيمسح بها وجهه فيجد فيها رائحة المسك فيتخذها طيبا وكان يشمها الناس عليه فيقولون له: هذا المسك من أين اشتريته؟[3]

والسلاوي كان من أهل الضحك ففي الفتوحات المكية يذكر الشيخ محي الدين أنه رافق



[1] روح القدس: 76-78.

[2] روح القدس: 78.

[3] روح القدس: 78-79.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!