موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فكُلّي لسانٌ ناظرٌ مسمعٌ يدٌ
فعيني ناجت واللسان مشاهدٌ
وسمعي عينٌ تجتلي كل ما بدا
ومني عن أيدٍ لساني يدٌ كما
كذاك يدي عينٌ ترى كلّ ما بدا
وسمعي لسانٌ في مخاطبتي كذا
وللشمّ أحكام اطّراد القياس في اتـ
وما فيّ عضوٌ خُصّ من دون غيره
ومني على إفرادها كلُّ ذرةٍ
....

لنطقٍ وإدراكٍ وسمعٍ وبطشةِ
وينطق مني السمع واليد أصغتِ
وعيني سمعٌ إن شدا القوم تنصت
يدي لي لسانٌ في خطابي وخطبتي
وعيني يد مبسوطةٌ عند سطوتي
لساني في إصغائه سمعُ منصت
ـحاد صفاتي أو بعكس القضية
بتعيين وصفِ مثل عين بصيرة
جوامع أفعال الجوارح أحصت
....

إلى أن يقول:

هي النفس إن ألقت هواها تضاعفت

قواها وأعطت فعلها كلُّ ذرة

فيروي الشيخ الأكبر عن الشيخ أبي مدين قصةً خارقة بهذا الخصوص عن ابن الشيخ أبي مدين الذي كان يرى الأشياء البعيدة في عرض البحر بواسطة أبيه:

كان للشيخ أبي مدين ولد صغير من سوداء وكان أبو مدين صاحب نظر (أي أنه يدرك كل شيء بحاسة النظر، أو أيضاً هو نفسه نظر) فكان هذا الصبي وهو ابن سبع سنين ينظر ويقول أرى في البحر في موضعٍ صفته كذا وكذا سفنا وقد جرى فيها كذا وكذا فإذا كان بعد أيام وتجيء تلك السفن إلى بجاية مدينة هذا الصبي التي كان فيها يوجد الأمر على ما قاله الصبي، فيقال للصبي بماذا ترى؟ فيقول: بعيني، ثم يقول: لا إنما أراه بقلبي، ثم يقول: لا إنما أراه بوالدي إذا كان حاضر أو نظرت إليه رأيت هذا الذي أخبركم به وإذا غاب عني لا أرى شيئا من ذلك.[1]

حرف الباء

ينقل الشيخ الأكبر عن الشيخ أبي مدين أيضاً قوله أنه ما رأى شيئا إلا رأى الباء عليه مكتوبة، فيقول الشيخ الأكبر في تفسيره لباء البسملة:

بسم: بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تميز العابد من المعبود. قيل للشبلي رضي الله عنه: أنت الشبلي؟ فقال: أنا النقطة التي تحت الباء. وهو قولنا النقطة للتمييز، وهو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية. وكان الشيخ أبو مدين رحمه الله يقول ما رأيت شيئا إلا رأيت الباء عليه مكتوبة. فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة الحق في مقام الجمع والوجود أي: بي قام كل شيء وظهر وهي من عالم الشهادة.[2]



[1] الفتوحات المكية: ج1ص221.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص102.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!