موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم من قال: "لا يُرى إلا في شيء"، ومنهم من قال: "أغلقت عيني ثم فتحتها فما رأيت إلا الله"، ومنهم من قال: "من رأى نفسه فقد رآه فإن الرؤيا تتبع ومن عرف نفسه فقد عرف ربه"، ومنهم من قال: "لا تثبت الرؤيا إلا بنفيها، فمن لم يره فقد رآه"، ومنهم من قال: "منذ رأيته لم أر غيره"، ومنهم من قال: "لا يراه إلا من عرفه على ما عرفه".[1]

لقاؤه الثاني بالخضر عليه السلام

وفي الباب الخامس والعشرين "في معرفة وتد مخصوص معمّر وأسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العلوم وسر المنزل والمنازل ومن دخله من العالم" يذكر الشيخ الأكبر ما جرى له في تونس مع الخضر عليه السلام، وذلك بعد أن زار الشيخ الأكبر شيخه الجراح بن خميس الكناني الذي كان مرابطاً بمرسى عبدون، وعندما غادره في الليل إلى المركب في مرسى تونس، أحس الشيخ الأكبر بوجع في بطنه أثناء الليل وكان أهل المركب قد ناموا، فقام إلى جانب السفينة وتطلّع إلى البحر فرأى شخصاً على بعد في ضوء القمر، وكانت ليلة مبدرة، وهذا الشخص يأتي على وجه الماء حتى وصل إليه فوقف معه ورفع إحدى قدميه واعتمد على الأخرى فرأى الشيخ الأكبر باطنها وما أصابها بلل، ثم اعتمد عليها ورفع الأخرى فكانت كذلك، ثم تكلم معه ثم سلّم وانصرف إلى المنارة على شاطىء البحر على تلّ على بعد ميلين فقطع تلك المسافة في خطوتين أو ثلاثة، فسمع الشيخ محي الدين صوته وهو على ظهر المنارة يسبّح الله تعالى. فلمّا جاء الشيخ محي الدين إلى المدينة لقي رجلاً صالحاً فقال له كيف كانت ليلتك البارحة في المركب مع الخضر، ما قال لك وما قلت له؟[2]

أرض الحقيقة الواسعة

وفي تونس حدث معه أمر عظيم عندما دخل إلى منزل الأرض الواسعة، وهي أرض "لا نهاية لها وكل أرض سواها فمحدودة ليس لها هذا الحكم"،[3] وهي في الحقيقة أرض العبادة.[4] فعندما دخل هذه الأرض وكان يصلي مع الناس صاح صيحة عظيمة صعق منها الجميع ولكنه في الحقيقة لم يكن يعلم ما حصل:

ولما دخلت هذا المنزل وأنا بتونس وقعت مني صيحة ما لي بها علم أنها وقعت مني غير أنه ما بقي أحد ممن سمعها إلا سقط مغشيا عليه ومن كان على سطح الدار من نساء الجيران مستشرفاً علينا غشي عليه ومنهن من سقط من السطوح إلى صحن الدار على علوّها وما أصابه بأس وكنت أول من أفاق وكنا في



[1] كتاب الإعلام، رسائل ابن العربي (حديرآباد)، ص2.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص186.

[3] الفتوحات المكية: ج3ص224.

[4] الفتوحات المكية: ج3ص247-250، وكذلك: ج2ص293.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!