موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مع بداية اندلاع هذه الحروب والمناوشات بين النصارى والمسلمين في الأندلس، بدأ الشيخ الأكبر رحلته من جديد حيث رحل إلى مدينة فاس فأقام فيها مدة ثم عاد إلى إشبيلية لفترة ثم عاد من جديد إلى فاس فأقام فيها عدة سنوات. ولقد حاول بعض الكتاب الغربيون الطعن بابن العربي واتهموه بأنه هرب من الحرب وعاد بعد انتهائها ولكنه لما وجد الوضع غير مستقر في الأندلس هرب من جديد إلى المغرب.[1] ولكن كلوديا عداس دحضت بكل وضوح هذا الادّعاءات وذلك لأن ابن العربي غادر الأندلس سنة 593/1197 بعد الهزيمة المنكرة لألفونسو في موقعة الأرك وبعد أن تمّ استئصال خطر الإسبان في ذلك الوقت.[2]

ويبدو من الواضح أن رحلات ابن العربي الكثيرة بين الأندلس والمغرب ليس لها علاقة بالحروب التي كانت تدور من وقت لآخر في تلك المناطق، لأن ابن العربي كان يسعى وراء الشيوخ والمربّين كما رأينا في رحلته الأولى إلى تونس. فمدينة فاس كانت في ذلك الوقت معقل التصوف في المغرب، وهي المدينة التي اختارها شيخه أبا مدين ليتلقى فيها تربيته الصوفية، وفيها تعرّف على شيخه أبي الحسن عليّ ابن حرزهم (توفي 559/1165) وأبي عبد الله الدقاق[3] الذين خلّفوا العديد من المريدين الذين انتشروا في المغرب والأندلس وخاصة في فاس.

رحلته الثانية إلى المغرب العربي (591/1194)

بعد عودته من تونس سنة 590 ما لبث الشيخ الأكبر أن عبر المضيق مرة أخرى متوجها إلى مدينة فاس حيث سيجتمع بمشاهير شيوخها ورجالها.

فاس

وتقع مدينة فاس في شمال المغرب وهي تشغل الطرق السهلة التي تصل بين ساحل المغرب المطل على المحيط الأطلنطي ووسطه. يعود تاريخ مدينة فاس إلى القرن الثاني الهجري عندما قام إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172/789 ببناء مدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس لتكون بدلا عن العاصمة القديمة ولتلي أيضاً تلك العاصمة القديمة التي كانت قد ازدحمت بالسكان. ثم وفد إليها عشرات



[1] انظر (D. Urvoy, Le Monde des Ulémas andalous, Genève: Droz, 1978, p. 191.).

[2] البحث عن الكبريت الأحمر: ص134.

[3] لقد قام الشيخ محمد بن عبد الكريم التميمي الفاسي (وهو صاحب الشيخ محي الدين) بترجمة هؤلاء الشيوخ في كتاب "المستفاد" الذي سنذكره أدناه، وقد كان هذا الكتاب مفقودا إلى أن وجد مؤخرا وقام الدكتور محمد الشريف بتحقيقه ونشره في المغرب سنة 2002. انظر مثلا لترجمة الشيخ ابن حرزهم في الجزء الثاني ص15-28، ولترجمة الشيخ أبي عبد الله الدقاق انظر الجزء الثاني ص186-189.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!