موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


توفي أبو عبد الله المهدوي بفاس سنة 595/1198 ويبدو أنه كان من الأغنياء الأسخياء إذ يقول عنه صاحب التشوّف أنه قد أنقذ أهل المدينة من المجاعة حين وزّع عليهم الطحين جميعا، وأنه بقي أربعين سنة في المسجد مواجها للقبلة،[1] بل أن الشيخ محي الدين يقول في "روح القدس" أن أبا عبد الله المهدوي بقي نيفا وستين سنة ما استدبر القبلة حتى مات.[2]

عبد الله بن تاخمست (فاس)

وكذلك التقى الشيخ محي الدين في فاس بالشيخ عبد الله بن تاخمست (توفي 608/1211)، الذي يقول عنه التادلي في كتاب "التشوف" أنه أنقذ مرة ركاب السفينة بمحض وجوده معهم.[3] ويبدو أن ابن العربي التقاه أيضاً في إشبيلية حيث يقول عنه أن أهل إشبيلية يعدّونه من الأبدال،[4] وكذلك يعدّه الشيخ محي الدين من الملامية.[5]

الملامية

ولقد ذكرنا في المقدمة أن الصوفية هم على الحقيقة صنف من أصناف رجال الله الذين يقسمهم الشيخ محي الدين إلى ثلاثة أصناف: العبّاد والصوفية والملامية. ويقول الشيخ محي الدين أن عبد الله بن تاخمست وأبو عبد الله المهدوي كانا من الملامية، وهو مقام رفيع بين أهل الله فوق مقام العبّاد والصوفية. ففي الباب التاسع وثلاثمائة "في معرفة منزل الملامية من حضرة المحمدية" يقول الشيخ الأكبر رضي الله عنه أن هذا المقام هو مقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه وضيف أن ممن تحقق به من الشيوخ: حمدون القصار، وأبو سعيد الخراز، وأبو يزيد البسطامي. وفي زمانه منهم: أبو السعود بن الشبل، وعبد القادر الجيلي، ومحمد الأواني، وصالح البربري، وأبو عبد الله الشرفي، ويوسف الشبريلي، ويوسف بن تعز، وابن جعدون الحناوي، ومحمد بن قسوم، وأبو عبد الله بن المجاهد، وعبد الله بن تاخمست، وأبو عبد الله المهدوي، وعبد الله القطان، وأبو العباس الحصار، والكثير مما يضيق الكتاب عن ذكرهم.

ثم يوضح الشيخ محي الدين في هذا الباب أن رجال الله ثلاثة لا رابع لهم وهو العبّاد، والصوفية، والملامية. فالعبّاد هم رجال غلب عليهم الزهد والتبتل والأفعال الطاهرة المحمودة كلها، وطهروا أيضاً بواطنهم من كل صفة مذمومة قد ذمها الشارع، غير أنهم لا يرون شيئاً فوق ما هم عليه من هذه الأعمال ولا



[1] التشوف: ص332-334، رقم 168.

[2] روح القدس: ص81.

[3] التشوف: ص390-391، رقم 213.

[4] روح القدس: ص81.

[5] الفتوحات المكية: ج3ص15، ج3ص34.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!