موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فيدخل في بيعته كل مأمور أعلى وأدنى إلا العالين وهم المهيمون العابدون بالذات لا بالأمر، فيدخل في أول من يدخل عليه في ذلك المجلس الملأ الأعلى على مراتبهم الأول فالأول فيأخذون بيده على السمع والطاعة ويسألهم عن علمهم بالله ويفيدهم علما لم يكن عندهم.

ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه ألّف كتابا مستقلا سماه "مبايعة القطب"[1] يتضمن علماً كبيراً وفيه سؤالات القطب للمبايعين له التي وقعت في زمان ابن العربي من قطب وقته، فإنها ما هي مسائل معينة تتكرر من كل قطب وإنما يسأل كل قطب فيما يخطر الله في ذلك الحين مما جرى لهذا الذي بايعه من الأرواح.

ثم يضيف الشيخ محي الدين أن أول مبايع للقطب هو العقل الأول ثم النفس ثم المقدّمون من عمّال السموات والأرض من الملائكة المسخّرة ثم الأرواح المدبّرة للهياكل التي فارقت أجسامها بالموت، ثم الجن، ثم المولّدات (ومنهم النبات)، وذلك أنه كل ما سبح الله من مكان ومتمكن ومحل وحالّ فيه يبايعه إلا العالين من الملائكة وهم المهيمون والأفراد من البشر الذين لا يدخلون تحت دائرة القطب وما له فيهم تصرّف وهم كمّل مثله مؤهّلون لما ناله هذا الشخص من القطبية لكن لما كان الأمر لا يقتضي أن يكون في الزمان إلا واحد يقوم بهذا الأمر تعيّن ذلك الواحد لا بالأولوية ولكن بسبق العلم فيه بأن يكون الوالي، وفي الأفراد من يكون أكبر منه في العلم بالله.[2]

الفناء عن المعاصي (فاس، 591)

يذكر الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي في الباب العشرين ومائتان في معرفة الفناء وأسراره أن الفناء عند الطائفة يقال بإزاء أمور فمنهم من قال إن الفناء فناء المعاصي ومن قائل الفناء فناء رؤية العبد فعله بقيام الله على ذلك وقال بعضهم الفناء فناء عن الخلق وهو عندهم على طبقات منها الفناء عن الفناء وأصّله بعضهم إلى سبع طبقات ذكرها الشيخ محي الدين في هذا الفصل وذكرناها في كتاب"سلوك القلب من الوجود إلى الفناء ثم البقاء". ثم يقول الشيخ رضي الله عنه أن الفناء لا يكون إلا عن كذا كما أن البقاء لا يكون إلا بكذا ومع كذا، وفي طريق أهل الله لا يكون الفناء إلا عن أدنى بأعلى وأما الفناء عن الأعلى فليس هو اصطلاح القوم وإن كان يصح لغة.

فأما الطبقة الأولى في الفناء فهي أن تفنى عن المخالفات فلا تخطر لك ببال عصمة وحفظاً إلهياً، ورجال الله هنا على قسمين: القسم الواحد رجال لم يُقدّر عليهم المعاصي فلا يتصرفون إلا في مباح وإن ظهرت منهم المخالفات المسماة بالمعاصي شرعاً في الأمة إلا أن الله وفّق هؤلاء، فكانوا ممن أذنبوا فعلموا



[1] مؤلفات ابن عربي: ص541.

[2] الفتوحات المكية: ج3ص137، وكذلك: ج1ص93، 151، 156، 160، 187، 199، ج2ص6، 19، 130، 574، 675، ج3ص137، 520، ج4ص78.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!