موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ويضيف الشيخ محي الدين أنه من ذلك الوقت وقع الصلح بينه وبينها وخاطبها بعد ذلك بسبعة رسائل كتبها في كتاب سماه "تاج الرسائل ومنهاج الوسائل" لكل شوط رسالة مخصصة إلى الصفة الإلهية التي تجلت له في ذلك الشوط.

وقد ألف الشيخ محي الدين هذا الكتاب في مكة سنة 600، وفي نفس هذه السنة، في الرابع والعشرين من ذي القعدة، قرأ أيضاً هذا الكتاب على تلاميذه ومنهم عبد الله بدر الحبشي وإسماعيل بن محمد الرومي.[1]

ثم يقول ابن العربي أنه بعد ذلك جاءه بشرى من الكعبة المشرّفة على لسان رجل صالح من أهل الكشف لم يكن عنده خبر بما كان بينه وبينها مما ذكرناه أعلاه، فقال له هذا الرجل: "رأيت البارحة فيما يرى النائم هذه الكعبة وهي تقول لي يا عبد الواحد سبحان الله ما في هذا الحرم من يطوف بي إلا فلان، وسمّتْك لي باسمك، ما أدري أين مضى الناس! ثم أُقمتَ لي في النوم وأنت طائف بها وحدك لم أرَ معك في الطواف أحداً، فقالت لي انظر إليه؛ هل ترى بي طائفاً آخر؟ فقلت: لا والله لا أرى."[2]

وقد ذكر الشيخ محي الدين في بداية الباب الأول من الفتوحات المكية، الذي خصصه لمعرفة الروح الذي أخذ من تفاصيل نشأته ما ذكره في الكتاب كما ذكرنا، ذكر بعضاً من أسرار الطواف بالكعبة المشرّفة ومعنى الأدوار (الأشواط) السبعة. ومن ذلك قال شعراً:

قلت عند الطواف: كيف أطوف!
جُلمد غيرُ عاقل حركاتي
انظر البيت نورُه يتلالا
نظرتُه بالله دون حجاب
وتجلّى لها من أفق جلالي
لو رأيتَ الوليّ حين يراه
يلثم السرّ في سواد يميني
جُهلت ذاته فقيل كثيفٌ
جُهلت ذاته فقيل كثيفٌ
قال لي حين قلت: لِم جهلوه؟
عرفوه فلازموه زمانا
واستقاموا فما يُرى قطُّ فيهم


وهو عن درك سرّنا مكفوف
قيل: أنت المحيّر المتلوف
لقلوبٍ تطهّرت مكشوف
فبدا سرّه العليّ المنيف
قمرُ الصدق ما اعتراه خسوف
قلتَ فيه مدلّهٌ ملهوف
أيُّ سرٍّ لو أنه معروف
عند قوم وعند قوم لطيف
عند قوم وعند قوم لطيف
إنما يعرف الشـريفَ الشـريفُ
فتولاّهم الرحيم الرؤوف
عن طواف بذاته تحريف



[1] مؤلفات ابن عربي: ص228.

[2] الفتوحات المكية: ج1ص700-701.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!