موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


مكانة كبيرة، فقال في الفتوحات المكية:

فبغداد داري لا أرى لي موطنا

سواها فإن عزّت جنحت إلى مصـري[1]

قراءة كتاب روح القدس (بغداد، 11 صفر 601/1205)

وعلى الرغم من هذه الإقامة القصيرة فقد تجمّع المريدون حوله حيث نجد من خلال السماعات المدوّنة على بعض المخطوطات أن الشيخ محي الدين قرأ في هذه الزيارة لبغداد كتاب روح القدس في مناصحة النفس على بعض التلاميذ ومنهم عبد الوهاب بن علي المشهور بابن سكينة،[2] بالإضافة إلى أصحابه بدر الحبشي ومحمود بن إسحق بن يوسف الرومي، ومحمد بن محمود الملطي.

إقامته في الموصل (601/1204)

يعود تاريخ الموصل إلى عام 1080 قبل الميلاد عندما اتخذ الآشوريون مدينة نينوى عاصمة لهم إلى أن دُمّرت سنة 612 ق.م. ثم عمرت بعد ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد قرية قريبة منها يطلق عليها اسم مسبلا والتي أصبح لها شأن بعد سقوط نينوى فكانت بالتالي موضع خلافات وحروب كثيرة بين الروم والفرس، وعُرفت بعد ذلك باسم الموصل.

وقد تم الفتح الإسلامي للموصل في عام 16/637 وأخذ العرب يقطنون البلاد المفتوحة ويتخذونها مقاماً لهم وكانت قبيلة طيءٍ من أهم القبائل التي سكنتها. واهتم الأمويون بالموصل كثيراً نظراً لأهميتها الحربية والتجارية. ولكن في العصر العباسي الأول نُكبت الموصل على إثر ثورة أهلها على محمد بن صول سنة 133/750 وفتك بها العباسيون فتكاً ذريعاً على يد يحيى بن محمد أخي السفاح، ثم بعد ذلك أخذت المدينة تستعيد مركزها الاقتصادي في خلافة هارون الرشيد. ومع ضعف الحكم العباسي انقسمت البلاد بين ملوك الحمدانيين والسلاجقة إلى أن تسلّم عماد الدين زنكي الموصل عام 521/1127 وبدأ بذلك العهدُ الأتابكي، وكان قد استفحل خطر الصليبيين واحتلوا أكثر البلاد السورية ووصلوا إلى أسوار حلب فحشد عماد الدين جيوشه وبدأ بأمراء الأطراف ثم سار إلى حلب ثم إلى حماة فاستولى عليها عام 524/1130، ثم التفت إلى ما جاوره من حصون النصارى فهاجمهم ودخل معهم في معارك كبيرة انتصر بها عليهم.

ولما توفي نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي قدم صلاح الدين من مصر، التي كان قد ملكها كما ذكرنا من قبل، لإصلاح اضطراب الأمور في البلاد الشامية والجزيرة حتى دانت له البلاد من آخر حدود مصر وليبيا غرباً إلى حدود الموصل شرقاً، وحاول صلاح الدين دخول الموصل وحاصرها ولكنه فشل



[1] الفتوحات المكية: ج2ص261.

[2] مؤلفات ابن عربي: ص375.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!