موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


في دخولها فبقيت بيد الزنكيين. واستمر ذلك الوضع حتى بعد فتح القدس سنة 583/1187 إلى أن توفي صلاح الدين بعد بضع سنوات، ثم تفرقت البلاد بين أولاده وأولاد عمومته.

وفي الفترة التي قدم بها الشيخ محي الدين إلى الموصل كان الحاكم عليها هو الأمير الزنكي نور الدين أرسلان شاه بن مسعود الذي حكمها منذ 589/1193 ثم تولى من بعده ابنه عز الدين مسعود بن أرسلان شاه منذ 607/1211.

على الرغم من أنها لم تكن أكثر شهر واحد، فقد كانت فترة وجود الشيخ محي الدين القصيرة في الموصل مثمرة ومبهجة، حيث التقى بالعديد من الشيوخ ولبس خرقة الخضر من يد شيخه عبد الله ابن جامع وألّف الكثير من الكتب المهمّة مثل كتاب التنزّلات الموصلية وكتاب الجلال والجمال وكتاب الكُنه، وكذلك قرأ بعض كتبه السابقة على عدد من المريدين الذين بدؤوا يتحلّقون حوله ويلازمونه ويحضرون دروسه، وخاصة كتاب روح القدس الشهير.

عبد الله بن جامع ولبس الخرقة

وعلي بن عبد الله بن جامع هو من أصحاب علي المتوكل وأبي عبد الله قضيب البان وكان يسكن بالمقلي في بستان خارج الموصل. فعندما وصل الشيخ محي الدين إلى الموصل ذهب إلى عبد الله بن جامع للانتفاع منه وهو الذي سوف يتلقى منه خرقة الخضر للمرة الثالثة، وكان بن جامع قد اجتمع بالخضر عليه السلام الذي ألبسه الخرقة بحضور قضيب البان، فلما اجتمع مع الشيخ الأكبر ألبسه الخرقة بالموضع الذي ألبسه فيه الخضر من بستانه وبصورة الحال التي جرت له معه في إلباسه إياها.

وقد لبس الشيخ الخرقة مرات عديدة قبل ذلك ذكرناها في الفصل الثالث والرابع. وكما ذكرنا من قبل فإن أصل لباس الخرقة هو لباس التقوى ولكن الشيخ محي الدين يقول إنه جرت عادة أصحاب الأحوال إذا رأوا أحداً من أصحابهم عنده نقص في أمرٍ ما وأرادوا أن يكمّلوا له حاله يتّحد به هذا الشيخ فإذا اتّحد به أخذ ذلك الثوب الذي عليه في حال ذلك الحال ونزعه وأفرغه على الرجل الذي يريد تكملة حاله فيسري فيه ذلك الحال فيكمُل له ذلك.[1] يقول الشيخ محي الدين في الديوان:[2]

لبس التُّقى للنفس خير لباس
إن الشريف هو التقيّ المرتضـى
إلا إذا اتقوا الإله فإنهم
إني لبست بحمص أندلسٍ[3] وبالـ
من سادةٍ مثل الشموسِ أئمةٍ
بِهُدى هداتهم اهتديت لأنهم

يزهو به المسعود بين الناس
لا الهاشميّ ولا بنو العباس
أهل المكارم والتُّقى والباس
ـحرم الشـريف ومكة وبفاس
اللهُ أكرمهم بخير لباس
في الليلة الظلماء كالنبراس[4]



[1] الفتوحات المكية: ج1ص187، والتاريخ موجود في رسالة نسب الخرقة، مخطوطة يحيى أفندي رقم 2415، راجع "تاريخ مؤلفات ابن عربي": ص607-608.

[2] الديوان: ص59.

[3] حمص الأندلس هي إشبيلية.

[4] النبراس هو المصباح.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!