موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


زار إبراهيم الخليل عليه السلام في مدينة الخليل ثم خرج من عنده قاصدا زيارة لوط عليه السلام هو وصاحبه الشيخ العارف الصوفي صاين الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مطوف المرّي وعفيف الدين أبو مروان عبد الملك بن محمد بن حفاظ القيسي، فمرّوا في طريقهم بمسجد اليقين موضع إبراهيم عليه السلام، فأقام الله بخاطره كتابة هذا الكتاب فاستخار الله تعالى ثم كتبه في ذلك الموضع يوم الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة 602.

ثم يروي الشيخ الأكبر رضي الله عنه قصة تسمية هذا المسجد باسم مسجد اليقين وذلك أن الملائكة لمّا بشّرت إبراهيم عليه السلام بإسحاق تركته في ذلك الموضع ثم ذهبت إلى لوط لإهلاك قومه كما ورد في القرآن الكريم، وأخبرتْه أن لا يغادر هذا المكان حتى يأتي إليه لوط، فلم يزل في ذلك الموضع حتى أبصر مدائن قوم لوط في الهواء وسمع ضجيجهم، وهو قوله تعالى: (فجعلنا عاليها سافلها). فعندما أبصر ذلك سجد لله تعالى في هذا الموضع وقال: "أشهد أن هذا هو اليقين"، فسمي ذلك الموضع مسجدا لأنه موضع سجوده وسمي يقينا لقوله "هذا هو اليقين".

ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه أنشأ هذا الكتاب في موضع سجود إبراهيم عليه السلام، ولذلك سمّاه "كتاب اليقين الذي أنشأته بمسجد اليقين".[1]

إقامته في القاهرة للمرة الثانية (603/1207)

في سنة 603 اتجه إلى مصر للمرة الثانية بعد أن أقام فيها مدة وجيزة أثناء رحلته إلى مكة سنة 598 قادما من المغرب. وفي القاهرة أقام الشيخ مع مجموعة من إخوانه وأصحابه القدماء من الأندلس في بيت في زقاق القناديل حيث قضوا هناك الأيام والليالي في العبادة والذكر، وكان معهم أبو العباس الحريري وأخوه محمد الخياط الذين ذكرناهم في الفصل الثاني، وكذلك عبد الله الموروري الذي ذكرناه أيضاً.[2] وذكرنا من قبل أن الأخوين أحمد ومحمد قدِما مصر سنة 590 متجهين إلى مكة ثم رجعا بعد الحج إلى مصر واستقرّا فيها وقابلهما الشيخ محي الدين أثناء مروره في مصر سنة 598 وكانا يريدان الذهاب معه للحج ولكن محمد الخياط كان مريضا جداً فاضطر أخوه أحمد للبقاء معه لرعايته.

الخير والشرّ (القاهرة، 603/1207)

وذكر الشيخ محي الدين في كتاب "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار" أنه بات مرة مع جماعة من الصالحين منهم أبو العباس الحريري الذي كان إماماً بزقاق القناديل بمصر وأخوه محمد الخياط وعبد الله المروري ومحمد الهاشمي اليشكري ومحمد بن أبي الفضل، فرأى في



[1] رسائل ابن عربي، دار البشائر: ج4ص45-66.

[2] محاضرة الأبرار: ج2ص24، وروح القدس: ص9، ص10، ص14.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!