موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


اختلف فيها الشيخ محي الدين مع شهاب الدين السهروردي كما سنذكر أدناه حيث يقول الشيخ محي الدين في فصل حكم القبلة للصائم أن موسى عليه السلام طلب الرؤية بعدما حصل له الكلام فالمشاهدة والكلام لا يجتمعان في غير التجلي البرزخيّ كما كان مقام شهاب الدين عمر السهرورديّ، فإن مشاهدة الحق فناء ومع الفناء لا يتصوّر طلب فإن اللذة أقرب من طلب الكلام لنفس المشاهد ومع هذا فلا يلتذّ المُشاهد في حال المشاهدة، فلا تصحّ الفهوانية إلا مع الحجاب كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الشورى ((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [51])).

دمشق (~604/1207)

وكما ذكرنا أعلاه فإن محرر الديوان الذي جمع فيه قصائد الشيخ الأكبر ذكر أن ابن العربي كتب يخاطب بعض إخوانه في كتاب كتب إليه وهو بديار مصر وقد مشى إلى دمشق عن ضيق صدر. ولكن من خلال التدقيق في هذا الكلام لا نستطيع أن نقرّر من الذي مشى إلى دمشق هل هو ابن العربي أم صاحبه الذي كتب له. قد يكون من المحتمل أن ابن العربي غادر مصر إلى دمشق في أواخر سنة 603 وبداية سنة 604، حيث سنجده في مكة في موسم حج سنة 604. ولكن لا توجد أي دلائل أخرى على ذلك.

وكما سنرى بعد قليل فإننا لا نعرف أي شيء عن مكان وجود الشيخ محي الدين بعد سنة 604/1208حيث كان في مكة وحتى سنة 606/1209 حيث سيكون في حلب، فمن المحتمل أن يكون قد قدم من مصر إلى دمشق ثم ذهب منها إلى الحج سنة 604 ثم عاد إلى دمشق ومنها إلى حلب.

رجوعه إلى مكة (604/1207)

لا ندري على وجه التحديد كم بقي الشيخ محي الدين في مصر هذه المرة، فلا ندري متى دخلها ولا متى غادرها، ولكن لا شك أنه دخلها بعد شهر شوال سنة 602 حيث كان في مدينة الخليل وغادرها قبل موسم الحج سنة 604 الذي سيقضيه في مكة المكرمة، فمن غير المستبعد أن يكون أيضاً قد حج سنة 602 وذهب من هناك إلى مصر فبقي حتى شهر شعبان سنة 603 حيث كان يقرأ بعض كتبه في القاهرة كما ذكرنا، ثم ذهب إلى مكة أو إلى دمشق، أو من المحتمل أنه بقي في مصر حتى قبيل موسم الحج سنة 604 ولم يحج سنة 603.

على كل حال نجد الشيخ محي الدين في مكة المكرمة يتدارس الحديث مع صاحبه أبي شجاع بن رستم الأصفهاني إمام الحرم الإبراهيمي ووالد "زوجته" نظام، ويروي عنه عدداً من الأحاديث.

حديث المبشرات جزء من أجزاء النبوة (مكة، 604/1208)

فيذكر الشيخ محي الدين في الباب الثامن والثمانين ومائة "في معرفة مقام الرؤيا وهي المبشرات" أنه ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي"، فلما شق ذلك على الناس قال عليه الصلاة والسلام: "لكن المبشرات" فقالوا يا رسول الله



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!