موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عَلِيٌّ حَكِيمٌ [51]))، وبالتالي لا يمكن الجمع بين المشاهدة والكلام.

ويوضح الشيخ محي الدين ذلك أيضاً في الباب الواحد والسبعين عندما كان يتكلم عن حكم القبلة للصائم فقال إن المشاهدة والكلام لا يجتمعان في غير التجلي البرزخيّ. ثم قال: "وهو كان مقام شهاب الدين عمر السهرورديّ الذي مات ببغداد رحمه الله، فإنه رَوى لي عنه من أثق بنقله من أصحابه أنه قال باجتماع الرؤية والكلام، فمن هنا علمت أن مشهده برزخي، لا بدّ من ذلك غير ذلك لا يكون".[1]

وكذلك يعيد الشيخ الأكبر ذلك في الباب الخمسين وخمسمائة "في معرفة حال قطب كان منزله "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ"،[2] ويضيف أن التجلي الذي يكون معه البقاء والعقل والالتذاذ والخطاب والقبول فذلك التجلي الصوري، ومن لم يرَ غيره ربّما حكم على التجلي بذلك مطلقاً من غير تقييد، أما الذي ذاق الأمرين (أي الفناء في الحق بالإضافة إلى التجلي الصوري) فقد فرّق. ثم يقول إنه بلغه عن الشيخ المسن شهاب الدين السهروردي ابن أخي أبي النجيب أنه يقول بالجمع بين الشهود والكلام، فعلم مقامه وذوقه عند ذلك وعلم أنه في مرتبة التخيّل وهو المقام العام الساري في العموم وأما الخواص فيعلمونه ويزيدون بأمرٍ ما هو ذوق العامة. ولكنه يقول عن السهروردي: فما أدري هل ارتقى بعد ذلك أم لا.[3]

متى حدث اللقاء بينهما

أغلب الظن أن اللقاء بين شهاب الدين السهروردي وابن العربي قد تم في مكة أثناء موسم الحج على الرغم من أن بعض المصادر تقول أنه حدث في بغداد. فقد نقلت كلوديا عداس، التي تشكك في حدوث هذا اللقاء أصلا، عن عثمان يحيى أنه يشير إلى أن هذا اللقاء تم في بغداد،[4] ثم نقلت أيضاً عن القاري البغدادي (توفي 821/1418) قوله في "مناقب ابن عربي" أنه قال إن هذا اللقاء حصل في مكة.[5]

تَبني كلوديا عداس فرضيتها في نفي اللقاء بين الشيخ الأكبر وشهاب الدين السهروردي على أنه لو تمّ مثل هذا اللقاء لكان الشيخ محي الدين نقل حاله الذي وصفناه أعلاه (أن مقامه برزخي) عنه مباشرة وليس عن طريق نقل أحد أصحابه، وأنه ذكر ذلك بعد وفاة السهروردي سنة 632 لأنه يقول "رحمه الله". ولكن هذه الفرضية غير مبرّرة لأنه لا يمنع كونهما التقيا من قبل أن يلتقي الشيخ محي الدين بأحد أصحاب السهروردي وينقل له ما نقله عنه ثم يكتب ذلك في الفتوحات المكية بعد وفاة شهاب الدين السهروردي.

وفي الحقيقة فإن علاقة السهروردي مع الشيخ محي الدين ولقاءهما قد تكون أعمق بكثير مما نتصور، رغم أنه لا توجد وثائق تاريخية بذلك. فقد رأينا حين تكلمنا أعلاه عن وجود الشيخ محي الدين في



[1] الفتوحات المكية: ج1ص609.

[2] سورة الأعراف، آية 143.

[3] الفتوحات المكية: ج4ص191.

[4] البحث عن الكبريت الأحمر: ص240، عثمان يحيى، "مؤلفات ابن عربي" (النسخة الفرنسية)، ص98.

[5] القاري البغدادي، "مناقب ابن عربي"، ص29.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!