موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


إلى حلب.

دعاؤه للمرأة التي دعت له (مكة)

ذكر المقرِّي في "نفح الطيب" أن الشيخ محي الدين قال إنه بلغه وهو في مكّة عن امرأة من أهل بغداد أنّها تكلّمت فيه بأمور عظيمة، فقال: هذه قد جعلها الله تعالى سبباً لخيرٍ وصل إليّ فلأكافئنّها! وعقد في نفسه أن يجعل جميع ما اعتمر في رجب لها! ففعل ذلك.

فلمّا كان الموسم استدل عليه رجل غريب، فسأله الجماعة عن قصده، فقال: رأيت بالينبع في الليلة التي بتّ فيها كأنّ آلافاً من الإبل أوقارها المسك والعنبر والجوهر، فعجبت من كثرته، ثم سألت: لمن هو؟ فقيل: هو لمحمد ابن العربي يهديه إلى فلانة؛ وسمّى تلك المرأة، ثم قال: وهذا بعض ما تستحق.

فقال الشيخ محي الدين ابن العربي: "فلمّا سمعت الرؤيا واسم المرأة، ولم يكن أحدٌ من خلق الله تعالى علم منّي ذلك، علمتُ أنّه تعريفٌ من جانب الحق، وفهمت من قوله أن هذا بعض ما تستحق أنّها مكذوبٌ عليها! فذهب الشيخ محي الدين إلى هذه المرأة وقال وذكر لها ما كان من ذلك، وقال لها: اصدقيني! فقالت: "كنت قاعدة قبالة البيت، وأنت تطوف، فشكرك الجماعة الذين كنت فيهم، فقلتُ في نفسي: اللّهم إنّي أشهدك أنّي قد وهبت له ثواب ما أعمله في يوم الاثنين وفي يوم الخميس، وكنت أصومهما وأتصدّق فيهما. فقال الشيخ محي الدين: "فعلمت أن الذي وصل منّي إليها بعض ما تستحقُّ فإنّها سبقت بالجميل، والفضل للمتقدّم".[1]

الرحلة نحو الشمال، الدورة الرابعة (611/1114-620/1123)


رحلته نحو الشمال، الدورة الرابعة:



[1] نفح الطيب: ج2ص174.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!