موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


لا بد من خوف ومن شدة
في حلب من حَكَمٍ جائر
ينزل من قلعتها راجلا
كأنه الحجاج في حكمه
يجور في الخلق بأحكامه
قد نزع الرحمن من قلبه
في صورة الحجاج أبصرته
بالواحد الرحمن من شرّه
ولكنه استدرك فقال:

لا بد من جور ومن عسف
في حكمه يمشى إلى خلف
من غير نسك لا ولا عطف
يحكم بالقهر وبالعنف
يفرق الإلف من الإلف
رحمته وقدْرُ ذا يكفي
لا بل هو الحجاج فاستكف
ما خاب من بالله يستكفي

لكن عسى الله أن يجعل سطوته على أهل العناد من أهل الإلحاد، وكانت عليه غفارة حمراء وهو يتمايل تمايل سكرى، فأرجو لكونه فاضلاً أن يكون عادلاً، فإنه نزل راجلاً وبيده عصاه يستعين بها على من خالف أمر الله تعالى وعصاه، جعله الله تأويلاً صادقاً ولسانَ حق ناطقاً. فتعوذنا حين انتبهنا من شرّ ما رأينا كما أمرَنا صلّى الله عليه وسلّم[1] وتفلنا وتحوّلنا كما عُلم.[2]

ولا نعلم عن أية فتن يتكلم الشيخ الأكبر هنا. ربما تكون حروب المغول التي ستحصل بعد وفاته ببضع سنوات هي المقصودة، أو ربما الموضوع أقل من ذلك. في الحقيقية نحن لا نعلم التاريخ الذي قال به الشيخ محي الدين ابن العربي هذا الكلام، أي الذي رأى فيه هذه الواقعة. ولذلك يصعب تحديد الحدث لعدم وجود دلائل كافية عن تاريخه ولا عن حجمه. ولكّن وجود هذا الكلام في الباب الأخير من الفتوحات المكّية يوحي أنّه كتبه عندما كان في دمشق بعد سنة 625 بل حوالي سنة 635.

وعلى كلّ حال فخلال تاريخ حلب في فترة وجود الشيخ محي الدين ابن العربي فيها كان الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي هو ملك حلب (582/1186-613/1216) وكان ملكاً عادلاً حسن السيرة مع أنه نُقل عنه أنه كان حازماً وصارماً ولا يرحم المذنبين. وبعد وفاته عهد بالملك بعده لولده الصغير محمد ولقبه "الملك العزيز غياث الدين"، وتميّزت هذه الفترة ببعض الاضطرابات المتفرقة.

ولادة ابنه الأصغر سعد الدين (ملطية، شهر رمضان 618/1221)

للشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه ولدين؛ الأول اسمه عماد الدين والثاني سعد الدين. لا نعرف بالتحديد متى كانت ولادة عماد الدين ولكننا لاحظنا قبل قليل أنه كان يحضر دروس أبيه ويذكر اسمه في سجلات السماع في حلب سنة 617، مما يعني أن عمره في ذلك ربما يزيد عن العشر السنوات وقد يكون حوالي ثمانية عشر سنة، مما يعني أنه قد يكون ولد في مكة حوالي سنة 600 أو بُعيد ذلك في حلب أو دمشق.

أما سعد الدين فهو محمد بن محمد بن علي ابن العربي الطائي الحاتمي، فيقول عنه المقرِّي صاحب كتاب "نفح الطيب" أنه أديب شاعر، ولد بملطية في رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة، سمع



[1] الحديث

[2] الفتوحات المكية: ج4ص345.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!