موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


في عين الناظر حتى نُسب إلى علم السيميا في ذلك لجهلهم بما هم عليه أهل الله من الأحوال.[1]

ويضيف الشيخ قائلا أن حكم العظمة في النفوس كثير الوقوع فإنه تقع أمور كثيرة يعظم في النفوس قدرها بحيث لا تتسع النفس لغيرها ولا سيما في الأمور الهائلة التي تؤثر الخوف في النفوس.[2]

ولكن الشيخ محي الدين لم يذكر في هذا الباب اسم هذا الرجل الموصلي، إلا أنه ذكر في موضع آخر أنه كان عالقا في هذا المقام ولا يستطيع الانتقال منه وهذه الحالة البرزخية لا يقام فيها إلا من عظّم حرمات الله وشعائر الله من عباده وهم أهل العظمة وكان هذا الرجل من أهل حديثة الموصل كان له هذا المقام ووقعت له واقعة مُشكلة ولم يجد من يخلصّه منها، فلما سمع بالشيخ محي الدين جاء به إليه الفقيه نجم الدين محمد بن شائي الموصلي المدرس بمدرسة سيف الدين بن علم الدين بحلب فعرض عليه واقعته فخلصه منها فسُرّ بذلك وثلج صدره واتخذه صاحباً.[3]

ولكن ذلك لم يحصل أثناء وجود الشيخ الأكبر في الموصل ولا في حلب بل حصل في دمشق سنة 628، فلما رآه الشيخ محي الدين فهمه ووجده قد أخذ من مقام العظمة بحظ وافر لكنه دون ذوق القطب فيه لأنه أخبره أن النخامة كانت تدور في فمه لا يقدر أن يلقيها من فمه لأنه لا يجد لها محلاً تقع فيه خالياً من الحق، وقد علم ما جاء في الأدب في إلقائها في الشرع فكان يتحيّر.[4]

النسخة الأولى من الفتوحات المكية (دمشق، شهر صفر 629/1231)

لقد ذكرنا في الفصل الرابع أن الشيخ الأكبر رضي الله عنه بدأ تأليف كتاب الفتوحات المكية في مكة المكرّمة شرّفها الله في أوّل زيارة يزورها في سنة 598، وكان يكتب فيها كلّما سنحت له الفرصة خلال أسفاره الكثيرة رغم أنه لم يتوقف عن التدريس وتأليف الكتب الأخرى كلما دعت إليها المناسبة. ولكن عندما استقر الشيخ محي الدين في دمشق سنحت له الفرصة أن يتابع كتابة الفتوحات بشكل أسرع، فما انتهى من الطبعة الأولى منها إلا في هذه السنة، ثم أعاد كتابته مرة أخرى في الفترة بين سنة 632/1234 إلى 636/1238 حيث أضاف وحذف وعدّل على هذه النسخة الأولى.

هناك عشرات المخطوطات لهذا الكتاب في مكتبات العالم وأهمها مخطوطة قونية التي بخط الشيخ محي الدين نفسه، وهي النسخة الثانية للكتاب التي فرغ منها سنة 636/1238، وقد قسمها المؤلف إلى سبعة وثلاثين سفراً، وهي محفوظة حالياً بمكتبة إيفكاف موسى بتركيا.[5] وتوجد أيضاً مخطوطات أخرى



[1] الفتوحات المكية: ج4ص84.

[2] الفتوحات المكية: ج4ص241.

[3] الفتوحات المكية: ج4ص83.

[4] الفتوحات المكية: ج4ص84.

[5] المخطوطة رقم 1845-1881.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!