موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المنتقدون لابن العربي

وليس من الغريب أن نجد الكثير من العلماء الكبار والعامة الذين ينتقدون الشيخ الأكبر رضي الله عنه، وذلك لاختلاف أذواق الناس ومشاربهم، فإن انتقده شيوخ أجلاّء فهذا لا يعني أنه ليس على شيء أو أنهم هم ليسوا على شيء، بل (قل كل يعمل على شاكلته) و"لكل مجتهد نصيب". ونجد كذلك أن الشيخ محي الدين نفسه لم يفرض على أحد قبول أقواله وما أتى به من العلوم الذوقية، بل وزاد على ذلك أنه قد استغفر لمن كان يسبّه وخرج في جنازته ثم قرأ له سبعين ألف تهليلة حتى يغفر الله له، كما رأينا أعلاه. فالشيخ الأكبر يحترم اختلاف الأذواق والمذاهب، وحتى اختلاف الأديان، مع أنه لا يشكّ في صحّة مذهبه ودينه، ولكن الاختلاف سنّة الله في الكون، والله وحده هو الذي سيحاسب الناس، ولذلك نجد أن الشيخ قد ناقش أقوال وآراء الكثير من العلماء ورجّح بعضها على بعض وخطّأ بعضها وصحّح بعضها الآخر بأسلوب جميل ومن غير تجريح أو لعن وسبّ أو تكفير. وهذه هي بالتحديد مشكلة الكثير من الذين ينتقدون الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه وغيره من الصوفية، فالنقد بحد ذاته أمرٌ جيدٌ ومقبولٌ ولكن الأسلوب والكلام المستخدم هو الذي يعكس حالة الناقد ومستواه النفسي والروحي وعلاقته مع الخلق ومع الخالق سبحانه. فقد روى البخاري رضي الله عنه في صحيحه في كتاب الأدب من الجزء الرابع عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم سبّاباً، ولا فحّاشاً، ولا لعّاناً، كان يقول لأحدنا عند المعتبة: "ما له ترب جبينه".

وقد يدّعي من يجرّح العلماء أنه إنما يريد فضحهم أمام المسلمين لأنه يعتقد أنهم علماء سوء وينبغي الحذر منهم وصدّ المسلمين عنهم بشتى السبل! فليس هذا من الإسلام في شيء، وليس هناك أي مبرر في الإسلام للسبّ والكلام الجارح مهما كان الخصم مخطئاً خاصة وإن كان مشهوداً له بالإسلام، وأقصى ما يقال هو الترحّم عليه وطلب المغفرة له على خطئه المزعوم، وخيرٌ لمن يستنفذ جهده وماله في تخطيء العلماء وشتمهم وتكفيرهم، بهدف حماية المسلمين منهم كما يدّعي، أن يبذل بعض ذلك الجهد والمال في دعوة الناس للإسلام ويترك المسلمين يختارون طريقهم كما يروق لهم وفق ما ثبت في الشرع والمذاهب الصحيحة. وإن كان لا بدّ من النقد فليكن ذلك بأسلوب إسلامي سليم وبعد دراسة كلام هذا العالم وعدم الحكم عليه من مجرّد ما يُنقل عنه أو من مجرّد تصفّح بعض كتبه، حتى يأخذ أجر المجتهد وإن أخطأ. فالمجتهد هو من يبذل الجهد في البحث والتمحيص، أما من ينتقد من قبل أن يحاول أن يفهم فذلك متسرّع ومتهوّر.

اتهامه بالتشيّع

وقبل الحديث عن موضوع التكفير ربما يكون من المناسب هنا أن نناقش موضوع التشيّع، الذي يعدّه البعض أقل درجة من التكفير. فلقد حاول البعض تجريح الشيخ الأكبر بدعوى أنه شيعي أو متشيّع، واستدلّوا على ذلك بحبه لآل البيت ودفاعه عنهم وقوله بأن أقرب الناس لمحمد صلّى الله عليه وسلّم هو علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وكرّم وجهه، ولذلك نجد الكثير من الأخوة الشيعة يحبونه ويتدارسون



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!