موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الميزان: "سألت شيخنا الإمام سراج الدين البُلقيني عن ابن العربي، فبادر الجواب بأنه كافر، فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر".[1]

شيخ الإسلام ابن تيمية

ابن تيمية هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن أبى القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحرّانى ثم الدمشقى الملقب بشيخ الإسلام. ولد يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة 661/1263 بحرّان وتوفي سنة 728/1328، وخلّف العشرات من الكتب والرسائل وكان له مذهب خاص خالف به علماء المذاهب الأربعة وقال بآراء تقرب من آراء المجسّمة والحشوية وذلك بسبب نفيه للمجاز ومحاولته تفسير بعض آيات القرآن الكريم بشكل حرفي، ومن أجل ذلك ثار العلماء ضده في مصر والشام وسجن عدة مرات.

وكان سبب الصراع بينه وبين العلماء ما قاله في رده على أسئلة أهل حماة سنة 698/1299، وهو ما يعرف بالفتوى الحموية،[2] التي يسألونه بها عن الصفات الإلهية كما وردت في الآيات والأحاديث، فأجاب بما يؤدي إلى التجسيم، أي بما تعتقده الحشوية في مسألة الصفات الخبرية، فكان ذلك السبب الرئيسي لمحنته وشهرته معاً.

لقد فهم ابن تيمية القرآن فهماً حرفياً فجمّد آياته ونفى المجاز عنه فاضطر لأن يثبت لله تعالى الوجه واليد والعين وكان يثبت الجهة لله والحدّ وكفّر منكره؛[3] قال في منهاج السنة: "فثبت أنّه في الجهة على التقديرين"،[4] وأثبت الجسمية لله تعالى فقال: "ولم يذم من السلف بأنه مجسم، ولا ذم المجسمة... وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها إنه ليس بجسم"،[5] وكل هذه الآراء الشاذة نتجت عن الفهم الحرفي للقرآن الكريم من غير أن يستطيع إقناع أحد بذلك.

ولقد ذكر ابن بطوطة قصة قول ابن تيمية حول حديث نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث



[1] لسان الميزان، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، اعتنى بإخراجه وطباعته سلمان عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية-بيروت، 2002: ص364.

[2] الرسالة الحموية، طبعت ضمن مجموعة الرسائل الكبرى، الجزء الأول، ص425.

[3] التأسيس في رد أساس التقديس، ابن تيمية: ج1ص445.

[4] منهاج السنة، منهاج السنة: ج1ص24.

[5] التأسيس في رد أساس التقديس، ابن تيمية: ج1ص100-101.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!