موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الأعراق والأديان يتنافس فيها الفلاسفة والعلماء والمفكرون، كما أنها كانت لا تخلو من النشاطات الفنية والعمرانية المتعددة.

لقد حصل هذا التحوّل بعد موت ابن مردنيش كما رأينا في الفصل الأول حيث انتهت المقاومة ضد دولة الموحدين في شرقي الأندلس وسيطر السلطان أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن على مرسية وبلنسية وذهب أبناءُ ابن مردنيش إلى إشبيلية لإعلان ولائهم كما أوصاهم أبوهم وأخذوا معهم بعض القادة والأمراء، ولا بدّ أن أبا محمد علي العربي كان معهم حيث انتقلوا إلى عاصمة دولة الموحدين إشبيلية. وهناك بقي أبو محمد مقربا من الأمير وكان يشغل أيضاً منصبا في بلاطه.

إشبيلية

وإشبيلية هي إحدى أعظم مدن الأندلس؛ كان أول من بناها هو الإمبراطور يوليوس قيصر، فيها نهر الوادي الكبير وهو نهر عظيم يمرّ خلالها. وهي مدينة معتدلة الهواء، حسناء الماء، وأهلها يعملون في التجارة. سكنت فيها أعداد كبيرة من النصارى في تسامح مع المسلمين، وتناكح المسلمون والنصارى، وأسلمت جموع من النصارى وصار أولادهم هم عامة سكان إشبيلية لاحقاً.

وفي عهد عبد الرحمن الداخل، في منتصف القرن الهجري الثاني، استحالت إشبيلية إلى إحدى مراكز الحضارة، و استَلَمها الأمويُّون من بعده فحافظوا على التراث الحضاري، بل زادوا فيه من المباني وأوجُهِ الحضارة المختلفة. كانت إشبيلية أعظم حواضر الأندلس، وأمنعها حصوناً، وأكثرها سكاناً، وأصبحت مركزاً لحكومة الموحدين بعد أن ضعفت قرطبة العاصمة الأموية وبعد أن مرّت مرحلة التشتت وانتهى عصر أمراء الطوائف. وتوالت عليها حكومات متعددة؛ فتارةً كانت تحت طاعة الموحدين، وتارةً أخرى تخلع طاعتهم، إلى أن ألقت بمقاليدها عن رضىً واختيارٍ إلى الدولة الحفصية، وكانت دولة قوية فتيّة قامت في تونس، وامتدت إلى المغرب الأوسط، وقلصت نفوذ دولة الموحدين، وبدأت تحل محلهم.


منطقة جنوب الأندلس: الرحلة من مرسية إلى إشبيلية



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!