موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الجامح، فمنهم من يدركُه التوفيقُ ومنهم من يخونُه الحظّ، ومنهم من ترفعُه العناية، ومنهم من يحطُّه القدَر، وكلُّ ذلك يتعلق بسلامة السريرة وحسن النيّة والإخلاص. ولا بدّ من مُعينٍ لأنّ الطريق طويل؛ فلا بدّ من الاستعانة بمن سلك الطريق من قبل وعرف مخاطره ومفاوزه وهو الشيخ المرشد الذي قد أُذن له بالإرشاد إلى طريق الله تعالى عن طريق شيوخه الذين يتّصلون برسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسلاسل الرجال الشيوخ عن طريق الصحابة المقرّبين رضوان الله عليهم أجمعين. وبما أنّ الطريق يتعلق كثيراً بسلوك القلب والروح فكثيراً ما يحصل الاتصال مع أرواح الملائكة والأولياء والأنبياء عليهم الصلاة والسلام سواءٌ في المنام أو في اليقظة فيوجّهون المُريد إلى الطريق السديد ويكونون له عوناً في الوقت الشديد.

ومع أنه قد التزم مع العديد من الشيوخ المرشدين في أول حياته وتربّى على أيديهم، إلا أنّ رجوع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه إلى الطريق القويم في بداية شبابه كان على يد عيسى ابن مريم عليه السلام، وهو الذي تولاّه في جميع أموره، ثم بعد ذلك كان يتّصل رضي الله عنه بالأنبياء والرسل في المنام ومنهم رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم. فقد ترك لنا العديد من الكُتب التي كتبها من إلهام الله تعالى له عن طريق الأرواح العليا، كما ختم خزانة كتبه التي حوت المئات من الكتب الفريدة بكتاب فصوص الحكم الذي ناوله إياه نبيُّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم في رؤيا مبشرة رآه فيها في محروسة دمشق في العشر الأواخر من شهر محرم سنة 627 للهجرة، فأبرزه كما هو من غير زيادة ولا نقصان؛ ذلك الكتاب الذي ملأ ذكره الآفاق وله مئات الشروح كما أنه تُرجم إلى العديد من اللغات، رغم وجود بعض العبارات المبهمة التي لا يستطيع الوصول إلى مكنوناتها ومراميها إلا من كان له قلب رشيد أو ألقى السمع وهو شهيد.

فنحن نريد من خلال هذا الكتاب أن نتعرّف على حياة هذا العالِم الجليل الذي شهد له القريب والبعيد وملأت كلماته الأوراق وأضاءت علومه الآفاق:

أشرقت في صفحاتِ الكتبِ
سافرَتْ أنوارها فوق المدى
واستقرّتْ في القلوب علومُها
واستوت كالشَّمس تبسط نورها


كلماتُ الشيخ ابن العربي
بالهدى فأسفرتْ كالشهُبِ
وانطوى فيها ظلام الحجُبِ
بعد أن طلعتْ في المغربِ[1]

التشبيه بالشمس

إن حياة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي رضي الله عنه وسيرته تشبه إلى حدٍّ بعيدٍ رحلة



[1] من كلام المؤلف، وهو من بحر الرمل.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!