اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة منزل أسرار اتصلت فى حضرة الرحمة بمن خفى مقامه وحاله على الأكوان


تعالى عن نفسه نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ وما نسوه على الإطلاق فما ينساهم على الإطلاق وإنما ينساهم فيما نسوه فيه مما لو علموا به نالتهم الرحمة من الرحيم بذلك فلما نسوه نسيهم الرحيم إذ تولاهم الاسم الإلهي الذي كانوا في العمل الذي يدعو ذلك الاسم إليه فإذا انقضى عدل ميزانه فيه زال النسيان إذ لا بد من زواله عند كشف الغطاء عند الموت في الدنيا فلا يموت أحد من أهل التكليف إلا مؤمنا عن علم وعيان محقق لا مرية فيه ولا شك من العلم بالله والايمان به خاصة هذا هو الذي يعم فلا بأس أشد من الموت وما بقي الأهل ينفعه ذلك الايمان أم لا أما في رفع العقوبة عنهم فلا إلا من اختصه الله مثل قوله تعالى فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا ثم قال وهو موضع استشهادنا سُنَّتَ الله الَّتِي قَدْ خَلَتْ في عِبادِهِ وأما الاستثناء فقوله تعالى إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ في الْحَياةِ الدُّنْيا ومَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ فلا حكم على الله في خلقه وأما نفع ذلك الايمان في المال فإن ربك فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ وإنه يقول تعالى إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَم