اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[الرقبى والعمرى]


يدعى صاحبها عبد الرقيب وليس في الحضرات من يعطي التنبيه على إن الحق معنا بذاته في قوله وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ إلا هذا الاسم الرقيب وهذه الحضرة لأنه على الحقيقة من الرقبى والرقبى إن تملك رقبة الشيء بخلاف العمري فإذا ملكت رقبة الشيء تبعته صفاته كلها وما ينسب إليه بخلاف الصفة لأنك إذا ملكت صفة ما لا يلزم أن تملك جميع الصفات وإذا ملكت الموصوف فبالضرورة تملك جميع الصفات لأنها لا تقوم بأنفسها وإنما تطلب الموصوف ولا تجده إلا عندك فتملكها عند ذلك فهي كالحبالة للصائد فأما ملكه إياك فمعلوم بما تعطيه حقيقتك وأما ملكك إياه فبقوله فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله ووجه الشيء ذاته وحقيقته والرقيب اسم فاعل على كل شيء وهو المرقب عليه فإنه المشهود لكل شيء فيرقب العبد في جميع حركاته وسكناته ويرقبه العبد في جميع آثاره في قلبه وخواطره وحركاته وحركات ما خرج عنه من العالم فلا يزال صاحب هذه الحضرة في مزيد علم إلهي أبدا علم ذات ينجر معه علم صفات ونعوت وأسماء ونسب وأحكام ولا بد لهذا الاسم من حكم الإحاطة حتى يصح شمول المراقبة ولما كانت المراقبة تقتضي الاستفادة والحفظ حذرا من الوقائع فا