المرتبة الخامسة عشر: العرش
من مراتب الوجود هي العرش وهو الجسم الكلي ، فالعرش للعالم بمنزلة هيكل الإنسان
للإنسان ، محيط بجسمانيته وروحانيته وظاهره وباطنه ، ولهذا سمته الطائفة بالجسم
الكلي ، فكما أن الروح مستوية أو مستولية على البدن من غير تخصيص لها بموضع دون
موضع من هيكل الانسان ، فكذلك الموجود وجود العرش سار في الموجودات محيط بجميع
العالم مستو على جزئياته وكلياته ، وذلك هو النفس الرحماني والاستواء الرحماني لمن
فهم بغير حلول ، فالوجود بأسره للحق كالصورة للروح ، وقد بيناه في كتاب ( بحر
الحدوث والقدم وموجود الوجود والعدم ) من هذا العلم ما فيه غنية من التكرار .واعلم
أن القلب عرش الله عز وجل ، والعالم كله عرش الرحمن ، وبين العرشين ما بين الاسمين
.وقد بينا ذلك في كتابنا الموسوم ( بالإنسان الكامل ) فمن أراد استقصاء علم ذلك
فليطالع هناك ، { وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ } .