موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 118 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 118 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


لأني لا أدري بماذا تجيبني *** مع العلم أن الأصل فيما أتى مني
وو اللّه ما تجني عليّ وإنما *** نفوس الورى منها على نفسها تجني1
فلم أو فسلم فالأمور كما ترى *** وما هو عن حدس وما هو عن ظنّ
ولكنه علم صحيح محقق *** أتين به الأرواح في ظلمة الدّجن2
وقال أيضا:

إذا كنت محسانا فليتك تسلم *** فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى اللّه دهرا كنت فيه مقدّما *** فويل لدهر أنت فيه المقدّم3
فأخسر خلق اللّه من باع دينه *** بدنيا جهول غيره وهو يظلم
وقال أيضا:

إلهي إذا ناديت فالسمع أنتم *** ولبّاك من لبّاك أنت المترجم4
توحدت الأشياء إذ كنت عينها *** وما ثمّ إلا سامع ومكلّم5
بكن وهو قول اللّه والأمر أمره *** وقد جاء في القرآن معناه عنكم
أجره إذا يبغي سماع كلامنا *** فيتلو عليه التلاوة منكم
تقسم في الإحساس من هو واحد *** عزيز نزيه الذات لا يتقسم
بإخباره عن نفسه لا بعقلنا *** فيعلن ما عقلي به يتكتّم
نظرت إليه من قريب وإنني *** بحدّي بعيد والحدّ ودّ توهم
إذا كان من سميتم الغير عينه *** ففي نفسه من نفسه يتحكم
وقال أيضا من نظم التوشيح:

مطلع
سرّ الكون *** علم الشؤون لو كان يكفيني
دور
لكنّ سرّي *** يبغي الزياده6


1) الورى: الخلق.

2) الدّجن: إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء، والمطر الكثير.

3) لحا، أي: شتم.

4) السمع: عبارة عن تجلي الحق بطريق إفادته من العلوم، لأنه سبحانه يعلم كل ما يسمعه من قبل أن يسمعه ومن بعد ذلك.

5) العين: إشارة إلى ذات الشيء الذي تبدو منه الأشياء.

6) السر: لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، ونور روحاني هو آلة النفس، وهو محل المشاهدة كما-


- الديوان الكبير - الصفحة 118


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!