الصفحة 345 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.
| |
 |

|
 |
|
| |
الصفحة 345 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي
| ما كلّ من حرّر أنفاسه | *** | لكلّ ما جئت به يلهم |
| إنّ الفتى الناصح هذا الذي | *** | يوضح ما قال ولا يبهم |
| إنّ الذي جاءهم نصحا | *** | مبلغا ومشفقا إن هم |
| كانوا لما قد سمعوا أهله | *** | وعندنا السامع من يفهم |
| ألزمته الهاء إلى ميمها | *** | وحكم ذا في الشّعر لا يلزم | وقال أيضا:
| إذا رأيت وجودا ما له حدّ | *** | أقبلت أعدو إليه وهو بي يعدو1 |
| فقال لي وهو من ذاتي يخاطبني | *** | إنّ الوجود الذي رأيته فقد |
| فقلت: أنت معي فقال: أنت معي | *** | كالفرد يضرب فيه عندنا الفرد |
| لما رأيت وجودي لا يزايلني | *** | علمت أنّ وجود السيّد العبد |
| بذا أتت في كتاب اللّه صورته | *** | الأمر للّه من قبل ومن بعد |
| الحقّ عندي معي بي وهو معتمدي | *** | في كلّ حال إذا أروح أو أغدو |
| الجود يبغي وجودي فهو لي سند | *** | وما لنا منه في أعياننا بدّ2 |
| كمثل أسمائه الحسنى التي ثبتت | *** | بالنصّ يطلبها التقييد والعدّ |
| إن العقول لتحصيها مفصلة | *** | فيها الخلاف وفيها المثل والضدّ |
| كذلك الحكم في كوني فأما أنا | *** | أثبتها فلها الإثبات والوجد3 |
| والحلم فينا الذي يعطي حقائقنا | *** | الحلّ والعقد والتليين والشدّ4 |
| هو الذي لم يزل يخفي حقيقته | *** | بما هي اليوم في أبصارنا تبدو |
| منه الأمور التي تشقى وتسعدنا | *** | أخرى ويشهد ذا ألغيّ والرشد | وقال أيضا:
| أرسلت ما أرسلت من أدمعي | *** | تذكرة مني له إن يعي |
| فلم يعرّج والتوى هاربا | *** | وقال لا تسأل فهذا معي |
| وإنما أطلب لي معرضا | *** | قد اختفى عني في المخدع5
|
1) الوجود: فقدان العبد بمحاق أوصاف البشرية ووجود الحق. 2) الأعيان الثابتة: هي حقائق الممكنات في علم الحق تعالى. والعين إشارة إلى ذات الشيء.
3) الإثبات: ضد المحو وهو إقامة أحكام العبادة. الوجد: خشوع الروح عند مطالعة سر الحق. وقال الجنيد: الوجد انقطاع الأوصاف عند سمة الذات بالسرور.4) الحقيقة: هي إقامة العبد في محل الوصال إلى اللّه. عقد السر: هو ما يعتقد العبد بقلبه بينه وبين اللّه تعالى أن يفعل كذا أو لا يفعل كذا.
5) المخدع: موضع ستر القطب عن الأفراد الواصلين.
- الديوان الكبير - الصفحة 345 |
|
| |
 |

|
 |
|
البحث في نص الديوان