موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الصفحة 420 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة دار الكتب العلية - شرح أحمد حسن بسج.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 420 - ديوان الشيخ محي الدين ابن العربي


فما أقاموا على حال وما جمعوا *** عليه في علمهم فيه وما درجوا
هذا مع الخلق كيف الحقّ فاعتبروا *** ما في بيوتهم من نوره سرج
وقال أيضا:

حسّ يفرّق والأرواح تتحد *** أنا الفقير وأنت السيد الصمد
أنت الذي بجمال الكون ينفرد *** وأنت أيضا بذات العين تتحد
فليس يبقى لعين الاتحاد بنا *** في كوننا كثرة تبدو ولا عدد
العلم يشهد أنّ الأمر واحدة *** كما أتتك به الآيات فاتئدوا
لو كلف الخلق ما عاشوا عبادته *** من غير حدّ لما ملوا وما عبدوا
تغلى من أجلي أجفاني لنار هوى *** بالقلب من داخل الأحشاء تتقد
للّه قوم بترك الاقتداء شقوا *** وآخرون بترك الاقتدا سعدوا
الحقّ أبلج ما يخفى على أحد *** وقد تنازع فيه النسر والأسد1
عليه أجمع أهل الأرض كلهم *** عقلا وشرعا فما يرمى به أحد
من أعجب الأمر فيهم ما أفوه به *** هم المقرّون بالأمر الذي جحدوا
وإنما اختلفت فيه مقاصدهم *** فنعم ما قصدوا وبئس ما وجدوا
ألا إمام بعين الشرع أدركه *** له الإصابة نعم الركن والسند
هو الكريم فما تحصى مواهبه *** من العطايا ومنه الجود والرفد
لما توهم أن الأمر مغلطة *** عقل المنازع تاه العقل فاستندوا
إلى الشريعة لا تلوي علي نظر *** من العيون التي أصابها الرمد
لو أنها شفيت مما بها نظرت *** يعطى العلوم بسير الكوكب الرصد
وإنّ ربك بالمرصاد فازدجروا *** يدري بذلك سبّاق ومقتصد
ترنو إليك عيون ما لها بصر *** لما تمكن منها الغل والحسد2
وذاك حين رأت كشفا قد اختلفت *** عليه عند ذوي ألبابه الجدد
فقال شخص بما الثاني يقابله *** وكلهم ناظر في اللّه مجتهد
منوّع في التجلي حكمه أبدا *** ما ثم روح تراه ما له جسد
فلو تجلى إلى الاسرار كان له *** حكم يخالف هذا ما له أمد
وإنما يتجلى في بصائرنا *** فيحكم الوهم فيه بالذي يجد
وقتا ينزهه وقتا يشبهه *** وقتا يمثله جسما ويعتقد


1) أبلج الصبح: أضاء وأشرق. النسر: كوكبان. الأسد: من الأبراج.

2) الرّنو: إدامة النظر بسكون الطرف.


- الديوان الكبير - الصفحة 420


 
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الديوان



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!