| لقد أثرت لما أغارت جياده | *** | بميدانه شحبا كثيرا من النّقع1 |
| فما قرع باب اللّه والباب انتم | *** | كما أنت ذاتي حين أشرع في القرع |
| واشهده عند اللوى وانعطافه | *** | وإن كمال الحق في مشهد الجزع |
| وصورته في الدرّ أكمل صورة | *** | وصورة عين الكون أكمل في الجزع |
| أما وجلال النازعات وغرقها | *** | لقد شهدت عيني الطوالع في النزع |
| إذا لم يكن فرع لأصل وجودنا | *** | وهل ثمر تجنيه إلا من الفرع |
| وصقع وجود الحقّ في دار غربتي | *** | فلا صقع أعلى في المنازل من صقعي |
| ألا إنه يخفي مع الوتر عينه | *** | ويظهرها للعين في حضرة الشفع |
| ألا كلّ ما قد خامر العقل خمرة | *** | وإن كان في مزر وإن كان في تبع2 |
| لقد رفعت للعين أعلام هديه | *** | وضمن كيد الحقّ في ذلك الرفع |
| ولولا دفاع اللّه هدّت صوامع | *** | لرهبان دير فالسلامة في الدفع3 |
| لقد سحت في شرق البلاد وغربها | *** | وما حفيت نعلي ولا انقطعت شسعي4 |
| وفي عرفات ما عرفت حقيقتي | *** | ولا عرفت حتى أتيت إلى جمع5 |
| ولما شهدناها وجئت إلى منى | *** | بذلت له بالنحر ما كان في وسعي |
| حصبت ندوّى جمرة بعد جمرة | *** | ببضع من الأحجار بورك من بضع |
| ولما أتيت البيت طفت زيارة | *** | حنينا بها من فوق أرقعة سبع6 |
| عناية ربي أدركت كلّ كائن | *** | من الناس في ختم القلوب وفي الطبع |
| ومن أجل ذا لم يدخل الكبر قلبهم | *** | على موجد الصنع الذي جل من صنع |
| ولولا وجود السمع في الناس ما اهتدوا | *** | وليس سوى علم الشريعة والوضع |
| فكم بين أهل النقل والعقل يا فتى | *** | وهل تبلغ الألباب منزلة السمع |
1) النّقع: رفع الصوت، وشق الجيب والقتل.
2) المزر: الحسو للذّوق.
3) صدى لقوله تعالى: ولَوْ لا دَفْعُ اَللّهِ اَلنّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وبِيَعٌ سورة الحج، آية: 40.4) الشّسع: قبال النعل.
5) عرفات: عبارة عن مقام المعرفة باللّه.6) البيت: يعني القلب. الأرقعة: السماوات.