«قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه» الفاء زائدة «ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة» السر والعلانية «فينبئكم بما كنتم تعملون» فيجازيكم به.
فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)
(63) سورة المنافقون مدنيّة
------------
(10) الفتوحات ج 4 /
378
وقوله تعالى : ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) كقوله تعالى في سورة النساء : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) [ النساء : 78 ]
وفي معجم الطبراني من حديث معاذ محمد بن محمد الهذلي ، عن يونس ، عن الحسن ، عن سمرة مرفوعا : " مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الأرض بدين ، فجاء يسعى حتى إذا أعيا وانبهر دخل جحره ، فقالت له الأرض : يا ثعلب ديني . فخرج له حصاص ، فلم يزل كذلك حتى تقطعت عنقه ، فمات " .
قال الزجاج : لا يقال : إن زيدا فمنطلق، وهاهنا قال {فإنه ملاقيكم} لما في معنى {الذي} من الشرط والجزاء، أي إن فررتم منه فإنه ملاقيكم، ويكون مبالغة في الدلالة على أنه لا ينفع الفرار منه. قال زهير : ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو رام أسباب السماء بسلم قلت : ويجوز أن يتم الكلام عند قوله {الذي تفرون منه} ثم يبتدئ {فإنه ملاقيكم}. وقال طرفة : وكفى بالموت فاعلم واعظا ** لمن الموت عليه قد قدر فاذكر الموت وحاذر ذكره ** إن في الموت لذي اللب عبر كل شيء سوف يلقى حتفه ** في مقام أو على ظهر سفر والمنايا حوله ترصده ** ليس ينجيه من الموت الحذر
قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفرَّ منه، فإنه آتٍ إليكم عند مجيء آجالكم، ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر، فيخبركم بأعمالكم، وسيجازيكم عليها.
هذا وإن كانوا لا يتمنون الموت بما قدمت أيديهم، و يفرون منه [غاية الفرار]، فإن ذلك لا ينجيهم، بل لا بد أن يلاقيهم الموت الذي قد حتمه الله على العباد وكتبه عليهم.
ثم بعد الموت واستكمال الآجال، يرد الخلق كلهم يوم القيامة إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئهم بما كانوا يعملون، من خير وشر، قليل وكثير.
"قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون".
(قُلْ) أمر فاعله مستتر (إِنَّ الْمَوْتَ) إن واسمها (الَّذِي) صفة الموت (تَفِرُّونَ) مضارع وفاعله (مِنْهُ) متعلقان بالفعل والجملة صلة الذي (فَإِنَّهُ) الفاء زائدة وإن واسمها (مُلاقِيكُمْ) خبرها والجملة الاسمية خبر إن وجملة إن الموت.. مقول القول (ثُمَّ) حرف عطف (تُرَدُّونَ) مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها (إِلى عالِمِ) متعلقان بالفعل (الْغَيْبِ) مضاف إليه (وَالشَّهادَةِ) معطوف على الغيب.
(فَيُنَبِّئُكُمْ) معطوف على تردون (بِما) متعلقان بالفعل (كُنْتُمْ) كان واسمها (تَعْمَلُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كنتم وجملة كنتم.. صلة ما.
Traslation and Transliteration:
Qul inna almawta allathee tafirroona minhu fainnahu mulaqeekum thumma turaddoona ila AAalimi alghaybi waalshshahadati fayunabbiokum bima kuntum taAAmaloona
Say (unto them, O Muhammad): Lo! the death from which ye shrink will surely meet you, and afterward ye will be returned unto the Knower of the Invisible and the Visible, and He will tell you what ye used to do.
De ki: Gerçekten de ondan kaçıp durduğunuz ölüm yok mu; hiç şüphe yok ki size ulaşacaktır o da sonra gizliyi de, görüneni de bilen mabudun tapısına götürüleceksiniz, derken size, bütün yaptıklarınızı haber verecek.
Dis: «La mort que vous fuyez va certes vous rencontrer. Ensuite vous serez ramenés à Celui qui connaît parfaitement le monde Invisible et le monde visible et qui vous informera alors de ce que vous faisiez».
Sag: "Gewiß, der Tod, vor dem ihr flieht, wird euch doch noch begegnen, dann werdet ihr zu Dem Allwissenden über das Verborgene und das Sichtbare zurückgeschickt, dann wird ER euch Mitteilung machen über das, was ihr zu tun pflegtet.
 |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الجمعة (Al-Jumu'a - The Congregation, Friday) |
ترتيبها |
62 |
عدد آياتها |
11 |
عدد كلماتها |
177 |
عدد حروفها |
749 |
معنى اسمها |
الجُمُعَةُ: خَيرُ أَيَّامِ الأُسْبُوعِ، وَالمُرَادُ بِالجُمُعَةِ: صَلاةُ الجُمُعَةِ |
سبب تسميتها |
دِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الجُمَعَةِ) |
مقاصدها |
تَذْكِيرُ المُسْلِمينَ بِنِعْمَةِ الرِّسَالَةِ وَفَضْلِ النَّبِيِّ ﷺ، وَدَعْوَتُهُمْ لاجْتِمَاعِ كَلِمَتِهِمْ وَصُفَوفِهِم |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، فَعَنْ أَبِيْ هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَال: «كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَأُنْزِلَتْ عَلِيهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ: ﴿وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٣﴾». (رَوَاهُ البُخارِيّ) |
فضلها |
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه الطَّوِيْلِ قَالَ: «كان النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الجُمُعَةِ، (سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقُونَ)». (رَوَاهُ مُسْلِم).
(الجُمُعَةِ) مِنَ المُسَبِّحَاتِ، أَتى رجُلٌ رسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَقرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «اقْرَأْ ثَلاثًا مِنَ المُسَبِّحَاتِ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الجُمُعَةِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ مُهِمَّةِ الرَّسُولِ ﷺ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ ...٢﴾...الآيةِ، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ ...١١﴾...الآيةِ.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الجُمُعَةِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الصَّفِّ): لَمَّا حَثَّتِ (الصَّفُّ) عَلَى وِحْدَةِ صَفِّ المُسْلِمِينَ وَكَلِمَتِهِمْ، نَاسَبَ مَجِيءَ (الْجُمُعَةِ) بَعْدَهَا بِضَرْبِ مَثَلٍ عَلَى هَذِهِ الوِحْدَةِ بِصَلاةِ الْجُمُعَةِ. |