«واذكر اسم ربك» في الصلاة «بكرة وأصيلا» يعني الفجر والظهر والعصر.
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31)
لو كان الأمر كما يتوهمه من لا علم له ، من عدم مبالاة الحق بأهل الشقاء ما وقع الأخذ بالجرائم ، ولا وصف اللّه نفسه بالغضب ، ولا كان البطش الشديد ، فهذا كله من المبالاة والتهمم بالمأخوذ ، إذ لو لم يكن له قدر ما عذب ولا استعد له ،
وقد قيل في أهل الشقاء (أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) فلو لا المبالاة ما ظهر هذا الحكم .
(77) سورة المرسلات مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
جاء في نزول سورة المرسلات وغيرها أنها نزلت مرتين .
------------
(31) الفتوحات ج 3 /
463
" بكرة وأصيلا" أي أول النهار وآخره.
قوله تعالى {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا} ما افتريته ولا جئت به من عندك، ولا من تلقاء نفسك، فسك، كما يدعيه المشركون. ووجه اتصال هذه الآية بنا قيل أنه سبحانه لما ذكر أصناف الوعد والوعيد، بين أن هذا الكتاب يتضمن ما بالناس حاجة إليه، فليس بسحر ولا كهانة، ولا شعر، وأنه حق. وقال ابن عباس : أنزل القرآن متفرقا : آية بعد آية، ولم ينزل جملة واحدة؛ فلذلك قال {نزلنا} وقد مضى القول في هذا مبينا والحمد لله. قوله تعالى {فاصبر لحكم ربك} أي لقضاء ربك. وروى الضحاك عن ابن عباس قال : اصبر على أذى المشركين؛ هكذا قضيت. ثم نسخ بآية القتال. وقيل : أي اصبر لما حكم به عليك من الطاعات، أو انتظر حكم الله إذ وعدك أنه ينصرك عليهم، ولا تستعجل فإنه كائن لا محالة. {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} أي ذا إثم {أو كفورا} أي لا تطع الكفار. فروى معمر عن قتادة قال : قال أبو جهل : إن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه. فأنزل الله عز وجل {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}. ويقال : نزلت في عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وكانا أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضان عليه الأموال والتزويج، على أن يترك ذكر النبوة، ففيهما نزلت {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}. قال مقاتل : الذي عرض التزويج عتبة بن ربيعة؛ قال : إن بناتي من أجمل نساء قريش، فأنا أزوجك ابنتي من غير مهر وارجع عن هذا الأمر. وقال الوليد : إن كنت صنعت ما صنعت لأجل المال، فأنا أعطيك من المال حتى ترضى وارجع عن هذا الأمر؛ فنزلت. ثم قيل {أو} في قوله تعالى {آثما أو كفورا} أوكد من الواو؛ لأن الواو إذا قلت : لا تطع زيدا وعمرا فأطاع أحدهما كان غير عاص؛ لأنه أمره ألا يطيع الاثنين، فإذا قال {لا تطع منهم آثما أو كفورا} {فأو} قد دلت على أن كل واحد منهما أهل أن يعصي؛ كما أنك إذا قلت : لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، أو اتبع الحسن أو ابن سيرين فقد قلت : هذان أهل أن يتبعا وكل واحد منهما أهل لأن يتبع؛ قاله الزجاج. وقال الفراء {أو} هنا بمنزلة {لا} كأنه قال : ولا كفورا؛ قال الشاعر : لا وجد ثكلى كما وجدت ولا ** وجد عجول أضلها ربع أو وجد شيخ أضل ناقته ** يوم توافى الحجيج فاندفعوا أراد ولا وجد شيخ. وقيل : الآثم المنافق، والكفور الكافر الذي يظهر الكفر؛ أي لا تطع منهم آثما ولا كفورا. وهو قريب من قول الفراء. قوله تعالى {واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا} أي صل لربك أول النهار وآخره، ففي أوله صلاة الصبح وفي آخره صلاة الظهر والعصر. {ومن الليل فاسجد له} يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة. {وسبحه ليلا طويلا} يعني التطوع في الليل؛ قاله ابن حبيب. وقال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة. وقيل : هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها وقال ابن زيد وغيره : إن قوله {وسبحه ليلا طويلا} منسوخ بالصلوات الخمس وقيل : هو ندب. وقيل : هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم القول في مثله في سورة المزمل وقول ابن حبيب حسن. وجمع الأصيل : الأصائل والأصل؛ كقولك سفائن وسفن؛ قال : ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل وقال في الأصائل، وهو جمع الجمع : لعمري لأنت البيت أكرم أهله ** وأقعد في أفيائه بالأصائل وقد مضى في آخر الأعراف مستوفى. ودخلت {من} على الظرف للتبعيض، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى {يغفر لكم ذنوبكم} [
الصف : 12].
فاصبر لحكم ربك القدري واقبله، ولحكمه الديني فامض عليه، ولا تطع من المشركين من كان منغمسًا في الشهوات أو مبالغًا في الكفر والضلال، وداوم على ذكر اسم ربك ودعائه في أول النهار وآخره.
{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } أي: أول النهار وآخره، فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات.
قوله عز وجل: "واذكر اسم ربك بكرةً وأصيلاً".
(وَاذْكُرِ) أمر فاعله مستتر و(اسْمَ) مفعول به مضاف إلى (رَبِّكَ) مضاف إليه (بُكْرَةً) ظرف زمان (وَأَصِيلًا) معطوف على بكرة والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Waothkuri isma rabbika bukratan waaseelan
Remember the name of thy Lord at morn and evening.
Ve an Rabbinin adını sabah ve akşam.
Et invoque le nom de ton Seigneur, matin et après-midi;
Und gedenke des Namens deines HERRN in der Morgenfrühe und vor Sonnenuntergang!
 |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الانسان (Al-Insan - The Man) |
ترتيبها |
76 |
عدد آياتها |
31 |
عدد كلماتها |
243 |
عدد حروفها |
1065 |
معنى اسمها |
(الْإِنْسَانُ): مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الْمُكَلَّفُ بِعِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ |
سبب تسميتها |
دِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الإِنْسَانِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾ وَسُورَةَ ﴿ٱلدَّهۡرِ﴾ |
مقاصدها |
تَذْكِيرُ الْإِنْسَانِ بِنِعْمَةِ خَلْقِهِ وَمَصِيرِهِ لِلْاتِّعَاظِ وَالْاعْتِبَارِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
تُسَنُّ قِراءتُها فَجرَ الجُمُعَةِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَومَ الْجُمُعَةِ ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ﴾ السَّجْدَةَ وَ ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ﴾». (رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم).
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وَهَلْ أَتَى وَلاَ أُقْسِمُ بِيَومِ الْقِيامَةِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الإِنْسَانِ) بِآخِرِهَا: التَّذْكِيرُ بِخَلْقِ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ٢﴾، وَقَالَ فِي أَوَاخِرِهَا: ﴿نَّحۡنُ خَلَقۡنَٰهُمۡ وَشَدَدۡنَآ أَسۡرَهُمۡۖ ...٢٨﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الْإِنْسَانِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْقِيَامَةِ): خُتِمَتِ (الْقِيَامَةُ) بِتَذْكِيرِ الْإِنْسَانِ بِأَصْلِ خِلْقَتِهِ، فَقَالَ: ﴿أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ ٣٧ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ٣٨﴾، وَافْتُتِحَتِ (الْإِنْسَانُ) بِالْمَوضُوعِ نَفْسِهِ، فَقَالَ: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ٢﴾ |