«فمهِّل» يا محمد «الكافرين أمهلهم» تأكيد حسَّنهُ مخالفة اللفظ، أي أنظرهم «رويدا» قليلا وهو مصدر مؤكد لمعنى العامل مصغر رود أو أرواد على الترخيم وقد أخذهم الله تعالى ببدر ونسخ الإمهال بآية السيف، أي الأمر بالقتال والجهاد.
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15)
الكيد من كاد يكيد ، أي كاد يقارب الحق ، فقال تعالى «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً» أي يقاربون الحق فيما يظهر لكم ، وكاد من أفعال المقاربة ،
تقول العرب : كاد العروس يكون أميرا ؛ أي قارب أن يكون أميرا ، وكاد أن يكون حقا لظهوره بصفة حق ، فقال تعالى :
[ سورة الطارق (86) : الآيات 16 إلى 17 ]
وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)
(87) سورة الاعلى مكيّة
------------
(15) الفتوحات ج 2 /
576 ، 530
ثم قال : ( فمهل الكافرين ) أي : أنظرهم ولا تستعجل لهم ، ( أمهلهم رويدا ) أي : قليلا . أي : وترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك ، كما قال : ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) [ لقمان : 24 ] .
آخر تفسير سورة " الطارق " ولله الحمد .
قوله تعالى {فمهل الكافرين} أي أخرهم، ولا تسأل اللّه تعجيل إهلاكهم، وارض بما يدبره في أمورهم. ثم نسخت بآية السيف {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}[
التوبة : 5]. {أمهلهم} تأكيد. ومهل وأمهل : بمعنى؛ مثل نزل وأنزل. وأمهله : أنظره، ومهله تمهيلا، والاسم : المهلة. والاستمهال : الاستنظار. وتمهل في أمره أي اتأد. واتمهل اتمهلالا : أي اعتدل وانتصب. والاتمهلال أيضا : سكون وفتور. ويقال : مهلا يا فلان؛ أي رفقا وسكونا. {رويدا} أي قريبا؛ عن ابن عباس. قتادة : قليلا. والتقدير : أمهلهم إمهالا قليلا. والرويد في كلام العرب : تصغير رود. وكذا قاله أبو عبيد. وأنشد : كأنها ثمل يمشي على رود أي على مهل. وتفسير {رويدا} : مهلا، وتفسير رويدك : أمهل؛ لأن الكاف إنما تدخله إذا كان بمعنى أفعل دون غيره، وإنما حركت الدال لالتقاء الساكنين، فنصب نصب المصادر، وهو مصغر مأمور به؛ لأنه تصغير الترخيم من إرواد؛ وهو مصدر أرود يرود. وله أربعة أوجه : اسم للفعل، وصفة، وحال، ومصدر؛ فالاسم نحو قولك : رويد عمرا؛ أي أرود عمرا، بمعنى أمهله. والصفة نحو قولك : ساروا سيرا رويدا. والحال نحو قولك : سار القوم رويدا؛ لما اتصل بالمعرفة صار حالا لها. والمصدر نحو قولك : رويد عمرو بالإضافة؛ كقوله تعالى {فضرب الرقاب}[
محمد : 4]. قال جميعه الجوهري. والذي في الآية من هذه الوجوه أن يكون نعتا للمصدر؛ أي إمهالا رويدا. ويجوز أن يكون للحال؛ أي أمهلهم غير مستعجل لهم العذاب. ختمت السورة.
إن المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم، وللقرآن، يكيدون ويدبرون؛ ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل، وأكيد كيدًا لإظهار الحق، ولو كره الكافرون، فلا تستعجل لهم -أيها الرسول- بطلب إنزال العقاب بهم، بل أمهلهم وأنظرهم قليلا ولا تستعجل لهم، وسترى ما يحلُّ بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك.
{ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } أي: قليلًا، فسيعلمون عاقبة أمرهم، حين ينزل بهم العقاب.
تم تفسير سورة الطارق، والحمد لله رب العالمين.
"فمهل الكافرين"، قال ابن عباس: هذا وعيد من الله عز وجل لهم، "أمهلهم رويداً"، قليلاً، ومعنى مهل وأمهل: أنظر ولا تعجل، فأخذهم الله يوم بدر، ونسخ الإمهال بآية السيف.
(فَمَهِّلِ) الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر (الْكافِرِينَ) مفعول به والجملة جواب شرط لا محل لها (أَمْهِلْهُمْ) أمر ومفعوله والفاعل مستتر (رُوَيْداً) صفة مفعول مطلق محذوف والجملة توكيد لما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Famahhili alkafireena amhilhum ruwaydan
So give a respite to the disbelievers. Deal thou gently with them for a while.
Artık mühlet ver kafirlere mühlet ver onlara az bir müddet.
Accorde (ô Prophète) donc un délai aux infidèles: accorde-leur un court délai.
so gewähre den Kafir Aufschub, gewähre ihnen kurzen Aufschub!
 |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الطارق (At-Tariq - The Nightcommer) |
ترتيبها |
86 |
عدد آياتها |
17 |
عدد كلماتها |
61 |
عدد حروفها |
249 |
معنى اسمها |
(الطَّارِقُ): النَّجْمُ الْمُضِيءُ الْمُتَوَهِجُ الَّذِي يَطْلُعُ لَيْلًا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الطَّارِقِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الطَّارِقِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ﴾ |
مقاصدها |
إِثْبَاتُ عَقِيدَةِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ، وَإِظْهَارُ نِعْمَةِ الْخَلْقِ عَلَى الْإِنْسَانِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
خَصَّهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَات، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقْرَأُ في الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بـ ﴿وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ﴾، ﴿وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡبُرُوجِ﴾، وَنَحْوِهِمَا مِنَ السُّوَرِ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الطَارِقِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (البُرُوجْ):لَمَّا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى فِي (الْبُرُوجِ) السَّمَاءَ ذَاتَ الْمَنَازلِ لِلْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ، نَاسَبَ ذِكْرَ نَجْمِ (الطَّارِقِ) بَعْدَهَا، وَهُوَ فِي تِلْكَ الْمَنَازِلِ |