
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو علي الفضيل بن عياض (رضي الله عنه)
ابن مسعود بن بشر التميمي ثم اليربوعي خراساني المنشأ من ناحية مرو من قرية تعرف بقندين.
مات بالحرم الشريف سنة سبع وثمانين ومائة رضي الله عنه.
ومن كلامه رضي الله عنه أهل الفضل هم أهل الفضل ما لم يروا فضلهم.
وكان يقول من أحب أن يسمع كلامه إذا تكلم فليس بزاهد،
وكان يقول: إذا اغتابك عدو فهو أنفع لك من الصديق فإنه كلما اغتابك كان لك حسناته، وكان رضي الله عنه يقول: سيد القبيلة في آخر الزمان منافقها، وهناك يحذر منهم لأنهم داء لا دواء له، وكان رضي الله عنه يقول: فر من الناس غير تارك للجماعة.
وكان رضي الله عنه يقول: ليس هذا زمان فرح إنما هو زمان غموم وكان يقول لكل شيء ديباجة وديباجة القراء ترك الغيبة، وكان يكره لقاء الإخوان مخافة التزين منه ومنهم.
وكان يقول: من فهم معنى القرآن استغنى عن كتابة الحديث، وكان رضي الله عنه يسقي على الدوام وينفق من ذلك على نفسه وعياله.
وكان رضي الله عنه يقول: إذ أحب عبداً أكثر غمه في الدنيا، وإذا أبغض عبداً وسع عليه دنياه، وكان يقول لو حلفت أني مراء كان أحب إلي من أن أحلف أني لست بمراء،
وكان يقول: لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون له حاجة عند أحد من الأمراء والأغنياء إنما ينبغي أن يكون حوائج الخلق إليه هو
وكان رضي الله عنه يقول: تباعد من القراء جهدك فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليسر فيك وإن غضبوا شهدوا عليك زوراً وقبل ذلك منهم.
وجلس إليه سفيان بن عيينة فقال له الفضيل: كنتم معاشر العلماء سرجاً للبلاد يستضاء بكم فصرتم ظلمة وكنتم نجوماً يهتدي بكم فصرتم حيرة أما يستحي أحدكم من الله إذا أتى إلى هؤلاء الأمراء وأخذ من مالهم وهو لا يعلم من أين أخذوه، ثم يسند بعد ذلك ظهره إلى محرابه ويقول: حدثني فلان عن فلان فطأطأ سفيان رأسه وقال نستغفر الله ونتوب إليه، وكان يقول: قراء الرحمن أصحاب خشوع وذبول وقراء الدنيا أصحاب عجب وتكبر وازدراء للعامة وكان يقول: الغيبة فاكهة القراء واجتمع رضي الله عنه هو وشعيب بن حرب في الطواف فقال: يا شعيب إن كنت تظن أنه شهد الموقف والموسم من هو شر مني ومنك فبئس ما ظننت وكان رضي الله عنه يقول من طلب أخاً بلا غيب صار بلا أخ،
وكان يقول: لا تؤاخ من إذا غضب منك كذب عليك،
وكان يقول: قد بطلت الأخوة اليوم كان الرجل يحفظ أولاد أخيه من بعده ويعولهم حتى يبلغوا رشدهم كأنهم أولاده، وكان يقول: ليس بأخيك من إذا منعته شيئاً طلبه غضب منك،
وكان يقول: كان لقمان قاضياً على بني إسرائيل مع كونه عبداً حبشياً لصدقه في الحديث وتركه ما لا يعنيه، وكان يقول طول الصراط خمسة عشر ألف فرسخ فانظر يا أخي أي رجل تكون.
وسأله إسحاق بن إبراهيم أن يحدثه فقال له الفضيل رضي الله عنه: لو طلبت مني الدنانير لكان أيسر علي من الحديث ولو أنك يا مفتون عملت بما علمت لكان لك شغل عن سماع الحديث وكان رضي الله عنه يقول: من قرأ القرآن سئل يوم القيامة كما تسأل الأساء عليهم الصلاة والسلام عن تبليغ الرسالة فإنه وارثهم، وكان يقول عالم الآخرة علمه مستور وعالم الدنيا علمه منشور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا أن تجالسوه فإنه يفتنكم بغروره وزخرفته ودعواه الحمل من غير عمل أو العمل من غير صدق،
وكان رضي الله عنه يقول: لو أن أهل العلم زهدوا في الدنيا لخضعت لهم رقاب الجبابرة وانقادت الناس لهم ولكن بذلوا علمهم لأبناء الدنيا ليصيبوا بذلك مما في أيديهم فذلوا وهانوا على الناس ومن علامة الزهاد أن يفرحوا إذا وصفوا بالجهل عند الأمراء ومن داناهم
وكان رضي الله عنه يقول: من عرف ما يدخل جوفه كان عند الله صديقاً، فانظر من أين يكون مطعمك يا مسكين.
![]() |
![]() |