موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم أبو حفص عمر بن سالم الحداد النيسابوري (رضي الله عنه)

من قرية يقال لها كورذباذ بباب مدينة نيسابور على طريق بخارى. صحب عبد الله المهدي والنصر أباذي ورافق أحمد بن حضرويه البلخي وإليه ينتمي شاه بن شجاع الكرماني وكان أوحد الأئمة والسادة ومن كبار المشايخ المشار إليهم، مات سنة سبعين ومائتين، وكان إذا ذكر الله تعالى تغير عليه الحال، حتى يعرف ذلك منه جميع من حضره.

وكان رضي الله عنه يقول: من هوان الدنيا على أني لا أبخل بها على أحد وقيل له إن فلاناً من أصحابك يدور حول السماع فإذا سمع بكى وصاح ومزق ثيابه، فقال: أيش يعمل الغريق يتعلق بكل شيء يظن فيه نجاته، وكان رضي الله عنه يقول: حرست قلبي عشرين سنة ثم وردت حالة فصرنا فيها جميعاً محروسين وكان يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء ولمحه بقلبه وسئل مرة عن الولي فقال هو من أيد بالكرامات وغيب عن البدع، وسئل مرة عن آداب الفقراء فقال: هو حفظ حرمات المشايخ وحسن العشرة مع الإخوان والنصيحة للأصاغر، وترك الخصومات في الأرفاق وملازمة الإيثار، ومجانبة الادخار وترك صحبة من ليس على طريقهم، ومعاونة الإخوان في أمر دنياهم وآخرتهم فاعرض هذه الصفات على نفسك فإن وفيت بها فأنت فقير.

وكان يقول كثيراً فساد الأحوال دخل من ثلاثة أشياء: فسق العارفين، وخيانة المحبين، وكذب المريدين قال أبو عثمان الحيري: فسق العارفين: إطلاق الطرف واللسان والسمع لأسباب الدنيا ومنافعها وخيانة المحبين: اختيار أهويتهم على رضا الله فيما يستقبلهم وكذب المريدين: أن يكون ذكر الخلق ورؤيتهم أغلب على قلوبهم من ذكر الله عز وجل ورؤيته، وكان يقول: إذا رأيت ضوء الفقير في ثيابه فلا ترجو خيره رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!