ومنهم أبو علي أحمد بن عاصم الأنطاكي (رضي الله عنه)
هو من أقران بشر بن الحارث الحافي والسري السقطي والحارث المحاسبي وكان أبو سليمان الداراني يسميه جاسوس القلوب لحدة فراسته رضي الله عنه وكان يقول: ما كنت أظن إني أدرك زماناً يعود الإسلام فيه غريباً فقيل له: وهل عاد الإسلام غريباً قال: نعم إن ترغب فيه إلى عالم تجده مفتوناً بالدنيا يحب الرياسة والتعظيم، ويكل الدنيا بعلمه ويقول: أنا أولى بها من غيري وإن تركب فيه إلى عابد معتزل في جبل تجده مفتوناً جاهلاً في عبادته مخدوعاً لنفسه ولإبليس قد صعد إلى أعلى درجات العبادة، وهو جاهل بأدناها فكيف بأعلاها فقد صارت العلماء والعباد سباعاً ضاربة وذئاباً مختلسة فهذا وصف أهل زمانك من أهل العلم والقرآن ورعاة الحكمة " فاعتبروا يا أولي الأبصار " وكان رضي الله عنه يقول: إذا جالستم أهل الصدق من الفقراء فجالسوهم بالصدق فإنهم جواسيس القلوب يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها وأنتم لا تشعرون رضي الله عنه.