ومنهم أبو عبد الله محمد بن الفضيل البلخي رضي الله عنه ورحمه
أصله من بلخ ولكنه أخرج منها بسبب المذهب وجاء إلى سمرقند واستوطنها ومات بها سنة تسع عشرة وثلاثمائة وكان من كبار المشايخ بخراسان وصحب أحمد بن حضرويه البلخي وغيره من المشايخ ولم يكن أبو عثمان الحيري يميل إلى أحد من المشايخ ميله إليه وكان رضي الله عنه يقول: لو وجدت في تفسير قوة لدخلت إلى أخي محمد بن الفضل سمسار الرجال، وكان رضي الله عنه يقول: الدنيا بطنك فبقدر زهدك في بطنك تزهد في الدنيا وكان رضي الله عنه يقول: العجب ممن يقطع المفاوز حتى يصل إلى الكعبة والحرم لأن بهما آثار الأنبياء عليهم السلام كيف لا يقطع نفسه وهواه حتى يصل إلى قلبه لأن فيه آثار ربه عز وجل وكان رضي الله عنه يقول: إذا رأيت المريد يستزيد من الدنيا وأمتعتها فذلك من علامة إدباره وكان يقول: من الشقاء أن يرزق العبد صحبة الصالحين ولا يحترمهم وروي أن أهل بلخ لما نفوه من البلد دعا عليهم وقال اللهم امنعهم الصدق فلم يخرج من بلخ بعده صديق أبداً رضي الله عنه.