
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو عبد الله الشجري رحمه الله تعالى آمين
صحب أبا حفص الحداد، وهو من كبار مشايخ خراسان قطع البادية مراراً على التوكل رضي الله عنه.
ومن كلامه رضي الله عنه: من لم يقدس فعله لم يقدس بدنه، ومن لم يقدس بدنه لم يقدس قلبه، ومن لم يقدس قلبه لم يقدس نيته، والأمور كلها مبنية على النية، وكان يقول: علامة الأولياء ثلاثة تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وإنصاف عن قوة، وكان رضي الله عنه يقول: بئس العبد عبد عصى الله بقلبه، وجوارحه ثم اعتذر إليه بلسانه من غير رجوع إليه.
قلت: والمراد بالرجوع إلى الله تعالى انكشاف حجاب العبد عن عجزه بحيث يعلم أن الأمر من الله تقديراً لا محيص له عن فعله، ولا قوة له على دفعه بقرينة حديث " إذا أذنب العبد فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به " الحديث، والله أعلم.
وكان يقول: لا تعير أحداً حتى تتيقن أن ذنوبك مغفورة، وذلك لا يصح لك وكان يقول: أنفع شيء للمريد صحبة الصالحين، والاقتداء بهم في أفعالهم، وأقوالهم، وأخلاقهم، وشمائلهم، وزيارات قبور الأولياء، والقيام بخدمة الأصحاب، والرفقاء وكان رضي الله عنه يقول: لا ينبغي لبس المرقعة إلا للفتيان قيل، ومن هم قال: من لا يشغلهم شيء عن الله عز وجل رضي الله عنهم أجمعين.
![]() |
![]() |