
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم أبو بكر بن محمد حامد الترمذي (رضي الله عنه)
هو من أجل مشايخ خراسان، وأطهرهم خلقاً، وأحسنهم سياسة لقي قدماء المشايخ ببلخ مثل أحمد بن حضرويه، ومن دونه، وله أصحاب ينتمون إليه.
ومن كلامه رضي الله عنه إذا مكثت الأنوار في السر نطقت الجوارح بالبر، وكان يقول: إنكار الآيات للأولياء في قلوب الجهال من ضيق صدورهم عن المصادر، وبعد علومهم عن موارد الحكمة، والقدرة، وكان رضي الله عنه يقول: الولي دائماً في ستر حاله، والكون كله ناطق عن ولايته، والمدعي ناطق بولايته، والكون كله ينكر عليه، وكان يقول الاستهانة بالأولياء من قلة المعرفة بالله، وما وصل عبد إلى مقام، وهو غير محترم لأهله إلا حرم بركته، وكان ذلك استدراجاً وكان يقول: لا يسمى عالماً إلا من وقف عند حدود الله لم يتجاوزها في وقت من الأوقات وكان يقول: ما استصغرت أحداً من المسلمين إلا وجدت نقصاً في إيماني، ومعرفتي، وكان يقول: ما منع القوم من الوصول إلا الاستدلال بغير الدليل، والركض في الطريق على حد الشهوة، وأكل الحرام، والشبهات، وكان يقول: مخالفة أوامر الله، وترك المواظبة على مرور ذكر الله على القلب من اعوجاج الباطن، وكان يقول: رأس مالك قلبك، ووقتك، وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون، وضيعت أوقاتك باشتغالك بما لا يعينك فمتى يربح من خسر رأس ماله، والله أعلم.
![]() |
![]() |