موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم الشيخ تاج العارفين أبو الوفاء رضي الله عنه ورحمه

كان من أعيان مشايخ العراق في وقته له الكرامات الخارقة، وقد انتهت إليه رياسة هذا الشأن في زمانه، وتتلمذ له خلق لا يحصون من العلماء، والصلحاء، وكان له أربعون خادماً من أرباب الأحوال. ولما أخذ عليه شيخه الشنبكي العهد قال قد وقع اليوم في شبكتي طائر لم يقع مثله . في شبكة شيخ، وكانت مشايخ البطائح يقولون عجباً لمن يذكر أبا الوفاء، ولم يمر يده على وجهه، ويسمى الله كيف لا يسقط لحم وجهه من هيبته، وكان سيدي عبد القادر الجيلي رضي الله عنه يقول: ليس على باب الحق تعالى كردي مثل أبي الوفاء، وهو أول من سمي بتاج العارفين بالعراق. ومن كلامه رضي الله عنه من هيمه أثر النظر أقلقه سماع الخبر، ومن انقطع في مفاوز الأشواق لم يلتفت إلى الآفاق وكان رضي الله عنه يقول: الذكر ما غيبك عنك بوجوده، وأخذك منك بشهوده فإن الذكر شهود الحقيقة، وخمود الخليقة، وكان رضي الله عنه يقول: الأجسام أقلام، والأرواح ألواح كؤوس، والوجد حسرة تلهب ثم نظرة تسلب، والقوة محادثة السر عند اصطلام العبد بشاهد الحضور، واستغراق الصلب في بحر المشاهدة لغلبة المشهود، وكان رضي الله عنه يقول: التسليم إرسال النفس في ميادين الأحكام، وترك الشفقة عليها من الطوارق، وكان رضي الله عنه يقول: لو صدق الوارد على شيخه، وهو نائم لأجابه كل ذرة من الشيخ عن سؤاله، ولم يحتج إلى استيقاظ الشيخ رضي الله عنه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!