موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

وهو كتاب الطبقات الكبرى

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومنهم الشيخ أبو السعود بن أبي العشائر رضي الله عنه

ابن شعبان بن الطيب الباذيني بلدة بقرب جزائر واسط بالعراق رضي الله عنه. ومن أجلاء مشايخ مصر المحروسة، وكان السلطان ينزل إلى زيارته، وتخرج بصحبته سيدي داود المغربي، وسيدي شرف الدين، وسيدي خضر الكردي، مشايخ لا يحصون، وكان يسمع عند خلع نعليه أنين كأنين المريض فسئل رضي الله عنه عن ذلك فقال: هي النفس تخلعها عند النعال إذا اجتمعنا بالناس خشية التكبر، وصام في المهد رضي الله تعالى عنه. مات رضي الله عنه بالقاهرة في يوم الأحد تاسع شوال سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن من يومه بسفح الجبل المقطم، ومن كلامه رضي الله عنه ينبغي للسالك الصادق في سلوكه أن يجعل كتابه قلبه، وكان يقول: من كان الطلب شغله يوشك ألا يضل عن طريق الله تعالى، ومن كان المطلوب شغلة يوشك ألا يقف فالطلب شغل الظاهر، والمطلوب شغل الباطن، ولا يستقيم ظاهر إلا بباطن، ولا يسلم ظاهر إلا بباطن، وكان رضي الله عنه يقول: لا ينصحك من لا ينصح نفسه، ولا تأمن الغش ممن غش نفسه، وكان يقول: من رأيته يميل إليك لأجل نفعه منك فاتهمه، وكان يقول: من ذكرك بالدنيا، ومدحها عندك ففر منه، ومن كان سبباً لغفلتك عن مولاك فأعرض عنه، وعليك بحسم مادة الخواطر المشغلة التي يتولد منها محبة الدنيا، وإذا صدر منها خاطر فاعرض عنه، واشتغل بذكره عز وجل عن ذلك الخاطر وكان يقول: احذر أن تساكن الخاطر فيتولد من الخاطر هم، وربما غفلت عن الهم فيتولد منه إرادة، وربما قويت الإرادة فصارت هوى غالباً فإذا صارت هوى غالباً ضعف القلب وذهب نوره، وربما تلف بالكلية، وانعزل عنه العقل وصار كأن عليه غطاء.

وكان رضي الله عنه يقول: عليك بالاستغفال بالله تعالى فإن عجزت عن الاستغفال به فعليك بالاشتغال بالله تعالى فإن عجزت عن الاشتغال به فعليك بالاشتغال بطاعة الله تعالى، ولا أرى لك عذراً في عدم الاشتغال بطاعته لأنها أول درجات الترقي.

وكان رضي الله عنه يقول: صلاح القلب في التوحيد، والصدق، وفساده في الشرك، والرياء، وعلامة صدق التوحيد شهوة، واحد ليس معه ثان مع عدم الخوف، والرجاء إلا من الله تعالى وأما الصدق فهو التجرد عن الكل، ومحو كل ذات ظهرت، وفقد كل صفة بطنت فإذا رأيت ميل قلبك إلى الخلق فانف عن قلبك الشرك، وإذا رأيت ميل قلبك إلى الدنيا فانف عن قلبك الشك وكان رضي الله عنه يقول: عليك بالإحسان إلى رعيتك، والرعية خصوص، وعموم فالعموم العبد، والأمة والولد، والخصوص ما وراء ذلك فعليك بروحك ثم بسرك ثم بقلبك ثم بعقلك ثم بجسدك ثم بنفسك فالروح تطالبك بالشوق، وسرعة السير إليه من غير فتور، والسر يطالبك بأن تخفي سرك، والقلب يطالبك بالذكر له، والمراقبة، وأن تنسى نفسك، وسواه في ذكرك، والعقل يطالبك بالتسليم إليه، والموافقة له، وأن تكون مع مولاك على نفسك، وسواك، والجسد يطالبك بالخدمة له، وخلوص الطاعة، والنفس تطالبك بكفها، وحجرها عن كل ما مالت إليه، وحبسها وتقييدها، وأن لا تصبحها، ولا تستصحبها، وكان يقول: إياك أن تغفل عن مولاك وعما تعبدك به مولاك، وتشتغل بما تعبدك به عمن تعبدك بالعبادة، وكان رضي الله عنه يقول: إذا لم تعن بنفسك فغيرك أحرى أن يضيع نفسك، وكان يقول: أستغفر الله من تقصيري في كل عبادة عدد أنفاسي، وكان يقول: لو استغفرت الله عز وجل بصدق، وإخلاص منذ ابتداء الخلق إلى انتهاء الخلق من غير فتور نفس واحد من أنفاسي ما وفي استغفاري بنفس واحد غفلت فيه عن الله عز وجل فكيف، وأنفاسي كثيرة، واستغفاري خال عن الصدق، والإخلاص فقد بان نقصي، وتقصيري، وإذا كانت أنفاسي ذنوباً، واستغفاري يحتاج إلى استغفار إلى ما لا نهاية له فكيف حالي. نسأل الله المغفرة. وكان رضي الله عنه يقول الأخلاق الشريفة كلها تنشأ من القلوب، والأخلاق الذميمة كلها تنشأ من النفوس فالصادق في الطلب يشرع في رياضة نفسه، وطهارة قلبه حتى تتبدل أخلاقه فيبدل الشك بالتصديق، والشرك بالتوحيد، والمنازعة بالتسليم، والسخط والاعتراض بالرضا، والتفويض، والغفلة بالمراقبة، والتفرقة بالجمعية، والغلظة باللين، واللطف، ورؤية عيوب الناس بالغض عنها، ورؤية المحاسن، والقسوة بالرحمة، والغل، والحقد بالنصيحة، والإدلال بالخوف، وخوف التحويل، ويرى أنه ما وفى حق الله تعالى في ساعة من الساعات، ولا قام بشكر ما أعطاه من فعل الخيرات، وحينئذ تتحقق عبوديته، ويصفو توحيده، ويطيب عيشه، ويعيش مع الله تعالى عيش أهل الجنان في الجنان، وهذه أخلاق الأنبياء، والصديقين، والأولياء، والصالحين، والعلماء العاملين.

وكان رضي الله عنه يقول: لم يصل أولياء الله تعالى إلى ما وصلوا بكثرة الأعمال، وإنما وصلوا إليه بالأدب. وكان رضي الله عنه يقول ما دامت النفس باقية بأخلاقها، وصفاتها فحركات العبد كلها متابعة لخواطرها، وهي شيئان إما للخلق، وذلك شرك أو الراحة النفس، وذلك هوى فالشرك لا يترك التوحيد يصفو، والهوى لا يترك العبودية تصفو، وما لم يشتغل السالك بإضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين، والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من خارج، وشرع في قلع أصولها من الباطن حتى يصفو وقته، ويطيب ذكره، ويدوم أنسه، وكان رضي الله عنه يقول: يجب على السالك إذا رأى من نفسه خلقاً سيئاً من كبر أو شرك أو بخل أو سوء ظن بأحد أن يدخل نفسه في ضد ما دعت إليه ثم يقبل على ذكر الله تعالى، ويستنجد بحوله، وقوته، ومجاهداته فتضعف أخلاق نفسه، ويكثر نور قلبه فينزل الحق تعالى ذرة من محبته فيترك الأشياء بلا مكابدة، ويقطع كل مألوف بلا مجاهدة، وكان رضي الله عنه يقول: الأصول التي يبني عليها المريد أمره أربعة اشتغال اللسان مع حضور القلب بذكره، وجبر القلب على مراقبته، ومخالفة النفس والهوى من أجله، وتصفية اللقمة لعبوديته، وهي القطب، وبها تزكو الجوارح، ويصفو القلب فيعطي النفس حظها من المأكل، والمشرب، ويمنعها ما يطغيها منه لأنها أمانة الله عز وجل عند العبد، وهي مطيته التي يسير عليها فظلمها كظلم الغير بل هو أشد لما ورد في خلود قاتل نفسه دون قاتل غيره، والإكسير الذي يقلب الأعيان ذهباً خالصاً الإكثار من الذكر مع الإخلاص، وكان رضي الله عنه يقول: المراقبة لله عز وجل هي المفتاح لكل سعادة، وهي طريق الراحة المختصرة، وبها يطهر القلب، وتندحض النفس، ويقوى الأنس فينزل الحب، ويحصل الصدق.

وهو الحارس الذي لا ينام، والقيوم الذي لا يغفل، وكان رضي الله عنه يقول: يجب على كل عبد أن يدخل نفسه في كل شيء يغمها، ويسوءها حتى ترجع مطيعة له فإنها هي العقبة التي تعبد الله الخلق باقتحامها، وهي حجاب العبد عن مولاه، وما دام لها حركة لا يصفو الوقت، وما عام لها خاطر لا يصفو الذكر، وبقاء النفس هو الذي صعب على العلماء الإخلاص في تعليمه فإن النفس إذا استولت على القلوب أسرتها، وصارت الولاية لها فإن تحركت تحرك القلب لها، وإن سكنت سكن من أجلها، وحب الدنيا، والرياسة لا يخرج قط من قلب العبد مع، وجودها فكيف يدعي عاقل حالا بينه، وبين الله عز وجل مع استيلائها، أم كيف يصح لعابد أن يخلص في عبادته، وهو غير عالم بآفاتها فإن الهوى روحها، والشيطان خادمها، والشرك مركوز في طبعها، ومنازعة الحق، والاعتراض عليه مجبول في خلقتها، وسوء الظن، وما ينتج من الكبر، والدعوى، وقلة الاحترام سيمتها، ومحبة الصيت، والاستهتار حياتها، ويكثر تعداد آفاتها وهي التي تحب أن تعبد كما يعبد مولاها، وتعظم ربها فكيف يقرب عبد من مولاه مع بقائها ومصالحتها، ومن أشفق عليها لا يفلح أبداً فيجب على الصادق أن كل ما تمقته النفوس يعانقه، وكل ما تميل إليه يفارقه، ويقبل من الذامين ذمهم فيه، ويقول للمادحين ما مدحتموه من وراء حجاب، ويقول لنفسه في كل نفس لا قرب الله مرادك، وأبعد مرامك فنعوذ بالله من أرض ينبت فيها نزاهة النفوس فإن من لمح نزاهتها، ورأى لها قدراً أو علم أن في الوجود أخس من نفسه فما عرف نفسه فكيف ينزهها أو يغضب لها أو يؤذي مسلماً لأجلها فيجب اجتنابها كالسم، وما دامت في وجه القلب لا يصل إلى القلب خير لأنها ترس في وجهه، وكلما قويت على القلب زاد شره، ونقص خيره، وما بقى منها بقية فالشيطان لا ينعزل عنها، والخواطر المذمومة لا تنقطع منها وكان رضي الله عنه يقول: يجب على السالك ألا يشتغل بالكلية بمقاومة نفسه فإن من اشتغل بمقاومتها أوقفته كما أن من أهملها ركبته بل يخدعها يخدعها بأن يعطيها راحة دون راحة ثم ينتقل إلى أقل من ذلك، ومن قاومها، وصار خصمها شغلته، ومن أخذها بالخدع، ولم يتابع هواها تبعته.

وكان رضي الله عنه يقول: إذا لبست النفس على مريد حالها، وادعت الترك للدنيا وأن عملها، وعلمها، وتعليمها خالص لله تعالى فيجب عليه أن يزنها بالميزان التي لا تنخرم، والمعيار الذي لا يظلم، وهو تصوير ذمها بعد مدحها، وردها بعد قبولها، والإعراض عنها بعد الإقبال عليها، وذلها بعد عزها، وإهانتها بعد إكرامها فإن وجد عندها التغير والانتصار فقد بقي عليه من نفسه بقية يجب عليه مجاهدتها، ولا يجوز له الاسترسال معها، وليعلم حين التغير أنه واقف مع نفسه عابد لها معين لها على حصول آفاتها وصاحب هذا الحال بعيد من الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: إن المريد متى ترك مجاهدة نفسه، ولم يجذبها، وثبت أخلاقها، وعجز عن الخروج عنها، وكأنه في كل يوم يبني على ذلك الأساس، ويشيده في كل لحظة حتى يموت بدائه، وحسرته فإنه قل من يسر لنفسه الجاه، والصيت فأمكنه الخروج عنه فيجب عليه أن يستغيث بربه عز وجل، وينكس رأسه، ويعتذر إليه، ويسكت عن كل دعوى، وكان رضي الله عنه يقول: كل من بقي له عدو يخاف أن يشمت به فإنما هو لبقاء نفسه، ولبقاء حب الدنيا في قلبه، وكان رضي الله عنه يقول: من أعرض الخلق عنه فتغير منه شعرة واحدة فهو واقف معهم مشرك بربه عز وجل، ومن كسر بكل مرض فتغير منه شعرة واحدة فهو واقف مع نفسه في حجاب عن ربه ومن تغير في حال الذل، ولم يكن كما كان في حال العز فهو محب للدنيا بعيد من ربه وكان رضي الله عنه يقول: كل ما أغفل القلوب عن ذكره تعالى فهو دنيا، وكل ما أوقف القلوب عن طلبه فهو دنيا، وكل ما أنزل الهم بالقلب فهو دنيا. وكتب رضي الله عنه رسالة إلى بعض أخوانه: السلام عليك يا أخي ورحمة الله، وبركاته وبعد فقد سألتني أيها الأخ أن أدعو لك، والعبد أقل من أن يجاب له دعاء، ولكن ندعو لك امتثالا فنقول: ألهمك الله يا أخي ذكره، وأوزعك شكره، ورضاك بقدره، ولا أخلاك من توفيقه، ومعونته، ولا وكلك إلى نفسك، ولا إلى أحد من خليقته، وجعلك ممن، وفى بعهده، وصدق في قوله وفعله وجعلك ممن أراد الله عز وجل وجل في الطلب بالصدق والأدب وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة، والتصديق، وأراد الدار الآخرة بالأعمال الصالحة، واحتمال الأذى، وترك الأذى، وجعلك من المستهترين أي المواظبين لذكر الله تعالى الوجلين من خشية الله تعالى المخلصين لله عز وجل الموحدين لله عز وجل المصدقين لله المؤثرين لله تعالى على أنفسهم المقدمين حقه على حقوقهم الذين خلت بواطنهم من الحقد، وقلوبهم من سواه، ولم يطلبوا من مولاهم سوى الدين الذين لا يستأثرون، ولا يزاحمون ولا يتخصصون، ولسوى مولاهم لا يريدون، وبغيره لا يفرحون، وعلى فقد غيره لا يحزنون الذين هم على جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشفقون، وبهم يرفقون الذين ينصحون المسلمين ولا يقبحون ويعرفون، ولا يعنفون، وعن عيب من فيه العيب يغمضون، ويسترون، ولعورات المسلمين لا يتبعون الذين هم لله تعالى في جميع الحركات، والسكنات يراقبون الذين غضبهم لله تعالى من غير حقد، ولا تمني سوء، ورضاهم لله عز وجل من غير هوى الذين لا يأمرون إلا بما أمرت به الشريعة، ولا ينكرون إلا ما أنكرت الشريعة على حسب طاقتهم الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم الذين يبغضون الظلم من الظالم، ويمقتون الظالم، ولا يعظمونه، ويسألون الله تعالى تعجيز الظلمة حتى لا يظلمون، ويتوب الله عليهم حتى يتوبون الذين بما أنزل الله تعالى، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحكمون الزاهدين في الدنيا، والخلق المقبلين بكليتهم على الحق الذين لا يرون من مولاهم إلا ما يرضونه، ويستحسنونه، ولا يرون من نفوسهم إلا ما يكرهونه، ويستوحشونه، وجعلك يا أخي من الموحدين الذين لا شرك عندهم المنزهين الذين لا تهمة عندهم المصدقين الذين لا شك عندهم الذاكرين الذين لا نسيان عندهم الطالبين الذين لا فتور عندهم المتبعين الذين لا ابتداع عندهم المؤثرين الذين لا شفقة على نفوسهم عندهم الزاهدين الذين لا ميل إلى السوي عندهم الذين لا منازعة عندهم الراضين الذين لا سخط عندهم الراحمين للخلق ولا غلظة عندهم الناصحين الذين لا مصانعة عندهم الذين الخوف ملازمهم، والعظمة نصب أعينهم الذين لا يخطر ببالهم كيفية، ولا خيال، وجعلك يا أخي من المحافظين للطاعة التاركين للعادة الذين لا يرضيهم سوى

مولاهم، ولا يرضون نفوسهم، وأرواحهم له، ولا سواهم الذين لا يحقدون، ولا يبغضون.ولاهم، ولا يرضون نفوسهم، وأرواحهم له، ولا سواهم الذين لا يحقدون، ولا يبغضون.

ويقفون أثر الشارع، وبه يقتدون، وعلى جميع أصحابه يترحمون، وللقرابة يوادون، وبفضل السلف يعترفون الذين لا يبدعون المسلمين بآرائهم، ولا بأهوائهم، ولا يفسقون الذين خلت بواطنهم من ظن السوء أو تمنيه لمن آمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر الذين ليس في بواطنهم إلا الشفقة، والرحمة الذين لا تعجبهم زينة الدنيا، ولا يرون عزيزها عزيزاً، ولا غنيها غنياً، ولا ملكها ملكاً، ولا المستريح فيها مستريحاً، ولا الصحيح فيها معافى الذين يرحمون من أخذ الدنيا بحذافيرها لأنه ما معه شيء الذين يطالبون نفوسهم بالحقوق، ولا يطالبون لنفوسهم الذين لا يلحقهم هم لأجل مقسوم، ولا خوف من مخلوق الذين باينوا صفاتهم حتى انغمرت، ونقوا أخلاقهم حتى ذهبت، وخالفوا نفوسهم حتى عدمت الذين يحببون الله عز وجل إلى خلقه، ويذكرونهم نعمه، ويحببون خلقه إليه بحثهم على طاعته والاعتراف بنعمته والاعتذار من تقصيرهم في خدمته الذين أيديهم مقبوضة عن أموال الناس، وجوارحهم مكفوفة عن أذى المسلمين، والمسلمون معهم في راحة لا يقابلون عن السوء إلا عفواً، وصفحاً آمين اللهم آمين: انتهى والله أعلم.

قلت: وجميع هذه الرسالة من أخلاق الكمل، وما رأيت في لسان الأولياء أوسع أخلاقاً منه، ومن سيدي أحمد بن الرفاعي رضي الله عنهما.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!