ومنهم الشيخ أبو العباس البصير رضي الله عنه
كان من أصحاب الكشف التام والقبول العام، وكان من معاصري الشيخ أبي السعود بن أبي العشائر، وكان سيدي أبو السعود في زاويته بباب القنطرة يراسله بالأوراق في أيام خليج النيل الحاكمي إلى باب الخرق بزاوية الشيخ أبي العباس فكانت ورقة أبي السعود تقلع، وورق أبي العباس تحدر إلى أن ترسي على سلم البحر، ولا تبتل رضي الله عنهما. قال سيدي حاتم خدمت سيدي الشيخ أبا السعود عشرين سنة وأنا أسأله أن يأخذ علي العهد فيقول لست من أولادي أنت من أولاد أخي أبي العباس البصير سيأتي من أرض المغرب فلما قدم إلى مصر أرسل سيدي أبو السعود إلى سيدي حاتم، وقال له شيخك قدم الليلة فاذهب لملاقاته في بولاق فأول من اجتمع به من أهل مصر سيدي حاتم فلما وضع يده في يده قال أهلاً بولدي حاتم جزى الله أخي أبا السعود خيراً في حفظك إلى إن قدمنا، وحكي أن امرأة سيدي أبي السعود دعيت إلى الحضور في عرس ببيت أمير كبير، وكان لها مرقعة فشاورت الشيخ فأذن لها فقالت بمرقعتي فقال: نعم فذهبت فقلب الله تعالى عينها حريراً مزركشاً مفصصاً فصوصاً من المعادن لا توجد في ذخائر الملوك فكانت الخوندات يتعجبن منها، ويقلن كيف يكون مثل هذا لامرأة فقير فطلبت واحدة منهن فصاً بألف دينار فأبت امرأة الشيخ، وقالت ما معي إذن فلما رجعت إلى الشيخ، وأخبرته تبسم وقال إن الله يستر من يشاء من عباده، وقدم شخص من مريدي الشيخ أبي العباس على سيدي عبد الرحيم القناوي بعد وفاة الشيخ أبي العباس وكان الشيخ يأخذ العهد على جماعة من الحاضرين فمد يده ليد فقير سيدي أبي العباس وهو في المحراب فخرجت يد أبي العباس من الحائط فمنعت يد الشيخ عبد الرحيم فقال رحم الله أخي أبا العباس يغير على أولاده حياً، وميتاً رضي الله عنه.