ومنهم سيدي الشريف المجذوب رضي الله عنه، ورحمه
كان رضي الله عنه ساكناً تجاه المجانين بالمارستان المنصوري، وكان له كشف، ومثاقلات للناس الذين ينكرون عليه، وكان رضي الله عنه يأكل في نهار رمضان، ويقول أنا معتوق أعتقني ربي، وكان كل من أنكر عليه يعطبه في الحال، وأرسل لي مرة رغيفاً مع إنسان، وقال قل له يأكل هذا الرغيف، وطوى فيه مرض سبعة، وخمسين يوماً فلم يأكله فأكله القاصد فمرض سبعة، وخمسين يوماً فقال للقاصد لا تخف إن شاء الله تعالى أصطاده في مرة أخرى فلم يقدر له ذلك، وكان رضي الله عنه يتظاهر يبلع الحشيش فوجدوها يوماً حلاوة، وكان قد أعطاه الله تعالى التمييز بين الأشقياء، والسعداء في هذه الدار، وكان أصله جمالا عند بعض الأمراء ثم حصل له الجذب، وكان سيدي على الخواص رضي الله عنه جاءه الشريف ورد عنه الطعنة، وقال لم يجئني أحد في مصر غير الشريف فكان لا ينساها له ثم إنهم طعنوه مرة أخرى فأصابته، وذلك أن الشفاعات كثرت على سيدي علي الخواص رضي الله عنه أيام السلطان ابن عثمان وكان أصحاب النوبة بمصر عجماً فكانوا لم يزالوا يعارضونه، ويعارضهم فطعنوه بخنجر في مشعره ولم يزل به إلى أن مات بعد ثلاثين يوماً رضي الله عنه.