
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم الشيخ العارف بالله تعالى محمد الصوفي رحمه الله تعالى
نزيل مدينة الفيوم: كان رضي الله عنه من أكابر العارفين يأكل من عمل يده بالحياكة، وغيرها، ولا يقبل من أحد شيئاً، وكان يحل مشكلات الشيخ محيي الدين بن العربي بأفصح عبارة، ومن كلامه رضي الله عنه: اعلم أن السير في الطريق سيران: سير إلى الله، وسير في الله فما دام السالك في المسالك الفانية التي هي طريق العدم فهو في السير إلى الله فإذا قطع كرة الوجود صار إلى المعبود، ولم تكن هذه الرتبة إلا من طريق الأسماء كما أشار إلى ذلك سيدي عمر بن الفارض رضي الله عنه بقوله:
على سمة الأسماء تجري أمورهم ... وإن لم تكن أفعالهم بالسديدة
ففي البداية أنت أنت، والاسم الاسم، وفي وسط الطريق تارة أنت، وتارة الاسم وفي النهاية أنت، ولا اسم فإن التخلق به يظهر فعله على ناسوتك لقوته فلا يرى منك إلا فعل الاسم فالمرئي أنت لا الاسم لقصور نظر الرائين، وأما النافذ البصر فهو يعرف قوة الإكسير يرجع صاحب هذا المقام به من غير مفارقة، ولا بعد مسافة، ولا قربها قال، وثم مقام يدخل به العبد إلى حضرة الرب من غير واسطة أسماء، وأطال في ذلك بكلام يدق على العقول رضي الله عنه، وكان يقول طي المعاني مجال أهل العلم الأكبر، وطي المحسوسات مجال أهل العلم الأصغر، وكان يقول الصفات، وإن كانت راجعة لعين واحدة فبعضها متوقف على بعض توقف ظهور لا توقف إيجاد لأنها زمام الباطن من حيث الظاهر، والباطن زمام لها من حيث إن الفيض لها لا تكون إلا منه، وانظر كم شخص يقول لا إله إلا الله فلا يحصل له فتوح أهلها، وكان يخبر أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقظة أي، وقت أراد، وهو صادق لأنه صلى الله عليه وسلم، سائر في كل مكان وجدت فيه شريعته وما منع الناس من رؤيته إلا غلظ حجابهم، صحبته نحو خمس، وثلاثين سنة، وانتفعت بكلامه، وإشارته، رضي الله عنه.
![]() |
![]() |