ومنهم الشيخ خليل المجذوب (رضي الله عنه)
أصله من قرية يقال لها المنيتين قريب من مليج، وشيبين، وكان عرياناً، ولم يزل بالمنيتين إلى سنة أربعين، وتسعمائة فانتقل إلى شيبين فلما سافرنا إليها لعمارة الجامع بها، وجدناه مقيماً بالبقعة التي عملنا فيها الجامع، وأخبرنا أهل شيبين أن له مدة سنة وهو يحفر حفراً في تلك البقعة، ويقول: الجامع الجامع فكان الناس لا يعرفون معنى كلامه حتى عمرنا الجامع في ذلك الموضع، ولما وصلنا في المركب إلى ساحل البحر خرج من شيبين، وتلقانا، وهو يضحك، وأظهر السرور، ولم يزل حولنا حتى عمرنا الجامع، وظهرت له كرامات خارقة، وكشوفات صادقة رضي الله عنه، وكان له طونس ساقية لم يزل خارقه في عنقه ليلا، ونهاراً نحو قنطار، وكان يطوف حول بلده طول النهار، ويزغرت، وتارة يصيح، وتارة يصمت، ورأيته مرة من بعيد، وهو صاعد كوم بلده فقلت في سري يا ترى هل هو أحمدي أم برهامي فصاح يا دائم يا دائم يشير إلى أنه برهامي رضي الله عنه. مات رضي الله عنه سنة نيف، وتسعمائة، ودفن ببلده بشيبين رضي الله عنه.