
لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
وهو كتاب الطبقات الكبرى
تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني
![]() |
![]() |
ومنهم محمد بن كعب القرظي (رضي الله عنه)
كان رضي الله عنه يقول: إذا أراد الله بعبده خيراً جعل فيه ثلاث خصال، فقهاً في الدين وزهادة في الدنيا وتبصرة بعيوبه، وكان رضي الله عنه يقول: لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: " آتيك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً " وسأله رجل فقال: أرأيت إن أعطيت الله عز وجل عهداً أو ميثاقاً أن لا أعصيه أبداً فقال له محمد: فمن حينئذ أعظم منك جرماً، وأنت تأتلي على الله أن لا ينفذ فيك أمره.
توفي رضي الله عنه سنة سبع عشرة ومائة، وكان يعظ الناس، فسقط عليهم المسجد فمات وماتوا كلهم رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يقول: يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، وكان رضي الله عنه يقول لا تنزل الحكمة في قلب فيه عزم على المعصية، وكان رضي الله عنه يقول: إياك وكثرة الأصحاب فإنك لا تقوم بواجب حقهم، والله إني لأعجز عن القيام بواجب حق صاحب واحد، وكان يقول: كان بين قول فرعون إما علمت لكم من إله غيري وبين قول: أنا ربكم الأعلى أربعون سنة وكان يقول إذا صحت الضمائر، غفرت الكبائر، وكان رضي الله عنه أعرج.
فكان يعاقب نفسه فيقول ينادي يوم القيامة يا أهل خطيئة كذا وكذا قوموا فتقوم معهم ثم يقول يا أهل خطيئة كذا وكذا قوموا فتقوم معهم فأراك يا أعيرج تقوم مع أهل كل خطيئة. توفي رضي الله عنه سنة أربعين ومائة رضي الله عنه.
![]() |
![]() |