كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
مرشانة الزيتون
وأثناء سفره بين إشبيلية ومورور مرّ الشيخ الأكبر بمرشانة الزيتون، وربما كان بصحبة الشيخ عبد الله الموروري الذي ربما رجع معه إلى إشبيلية كما سنرى بعد قليل، حيث اجتمعوا عند شمس أم الفقراء.
شمس أم الفقراء
وشمس أم الفقراء اسمها ياسمين وكانت من الأولياء الأوّاهين، وكانت أيضاً مسنّة مثل فاطمة القرطبية. ويقول الشيخ محي الدين أن الله تعالى قد تولّى هذا الصنف من الأولياء بالتأوّه ممّا يجدونه في صدورهم من ردّهم لقصورهم عن عين الكمال والنفوذ، ويكون ذلك عن وجود أو عن وجود وجد على مفقود.[1]
الفعل بالهمة مرة أخرى
فحينما جاؤوا إلى مرشانة الزيتون كان لا بدّ أن يزوروا شمس أم الفقراء التي كان لهم معها قصة توضح قدرة الشيخ عبد الله الموروري على الفعل بالهمّة. وكما ذكرنا في الفصل السابق عن الشيخ محمد الخيّاط أنّه كان يفعل بالهمّة، فكذلك ذكر الشيخ محي الدين في روح القدس وفي الفتوحات المكية عن الموروري أنه كان يفعل بالهمّة، حيث كانوا عند شمس أم الفقراء بمرشانة الزيتون في يوم أربعاء فقالت العجوز تمنّيت أن يأتينا غداً عبد الله بن قيطون فاكتبوا إليه عسى يصل غداً وكان في بلد قرمونة بينهما سبعة فراسخ وكان أبو الحسن (عبد الله بن قيطون) هذا يعلّم الصبيان القرآن بقرمونة ويعطل الخميس والجمعة. فلما قالت أم الفقراء ذلك قال أبو محمد الموروري: هكذا تعمل العامة! فقالت له العجوز فما تفعل أنت؟ قال: أسوقه بهمّتي. فقالت: افعل. فقال الموروري: قد حركت الساعة خاطره بالوصول إلينا غدا إن شاء الله تعالى. فلما أصبحت قالت له: تراه ما جاء! قال: غفلت عنه ولكني أخرجه لكم الساعة. فأرسل همته إليه فلمّا كان قُبيل الظهر دخل عليهم على غفلة أبو الحسن بن قيطون، فتعجبوا من ذلك. فقال الموروري: سلوه ما الذي أمسكك عنا إلى هذا الوقت، وكيف خطر لك ومتى نويت الوصول إلينا؟ فقال: أمس العصر وجدت
[1] الفتوحات المكية: ج2ص35.