كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
الإنسان الهيبة والأنس. ويقول الشيخ محي الدين أن صفة الجلال المطلق ليس لأي مخلوق مدخل في معرفتها، أما ما ذكره الله تعالى من معاني الجلال في القرآن الكريم، فهو من باب جلال الجمال وليس الجلال المطلق. وبسبب هاتين الصفتين المختلفتين وصف الله نفسه بأنه له يدين وعرّفنا بالقبضتين، ولذلك فما من آية رحمة في القرآن الكريم إلا ويقابلها آية فيها تحذير من عذاب الله وعقابه. ثم ذكر الشيخ محي الدين إشارات كثيرة عن معاني الجلال والجمال وأسرارهما.
كتاب الكنه (الموصل 601/1205)
وكذلك كتب الشيخ محي الدين في الموصل كتاب "كنه ما لا بد للمريد منه" ويسمى أيضاً "إرشاد الطالبين وتنبيه المريدين والمسترشدين"، وقد وضع الشيخ محي الدين رضي الله عنه في هذا الكتاب بأوضح عبارة مختصرة الأسس البسيطة التي يجب على المريد التمسك بها والتي لا بد له منها لكي يبدأ في الطريق.[1]
وقد طبع هذا الكتاب طبعات كثيرة وترجم إلى اللغة التركية وغيرها.[2]
قراءة كتاب روح القدس (الموصل، 29 رمضان 601/1205 [أيار])
فمن السماعات المدونة في بعض مخطوطات روح القدس سماع في الموصل مؤرخ بتاريخ 29 رمضان 601 على عدد من المستمعين منهم: عبد الله بدر الحبشي، إسحق بن محمد بن يوسف الرومي، علي بن أبي الفتح الكناري، يحيى بن عبد الله السخي الواسطي وأخوه أحمد، أحمد بن مسعود بن شداد المقري، عبد الكريم بن يوسف بن الحسين الموصلي، أبو بكر بن الحسين الصفار الموصلي، محمد بن أبي بكر بن علي.[3]
ديار بكر
بعد أن قضوا شهر رمضان في الموصل، يبدو أن الركب شد رحاله إلى ملطية بلد الشيخ مجد الدين إسحق بن يوسف الرومي والد صدر الدين القونوي حيث سيزوره في بيته قبل أن يتوجّهوا إلى قونية تلبية لدعوة الملك كيكاوس كما ذكرنا أعلاه. ولكن لا بدّ أن الشيخ محي الدين والركب الذين معه قد ساروا محاذين لنهر دجلة فلا بدّ أنهم قد مرّوا بالجزيرة في ديار بكر في منطقة حرّان وماردين قبل أن يصلوا إلى ملطية.
وقد أشار الشيخ محي الدين مرّات عديدة في الفتوحات المكية أنه التقى بأشخاص في هذه
[1] راجع كتاب "كنه ما لا بد منه" (كتاب الكنه) للشيخ محي الدين ابن العربي، مكتبة محمد علي صبيح-القاهرة، 1967.
[2] مؤلفات ابن عربي: ص523.
[3] مؤلفات ابن عربي: ص376-377.