كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
المؤرخ ابن الدبيثي (بغداد 608)
وفي بغداد أيضاً التقى الشيخ محي الدين بالمؤرخ الشهير ابن الدبيثي الذي تكلم عنه في كتابه "المختصر المحتاج إليه"، وقال إنه حدّثه ببعض المبشرات التي رأى فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم.[1]
المؤرخ ابن النجار (بغداد 608)
وكذلك في بغداد، في هذه الفترة، التقى الشيخ الأكبر بالمؤرخ ابن النجار، وهو تلميذ ابن الدبيثي، وقد نقل عنه المقرِّي في "نفح الطيب" أنه قال: اجتمعت به في بغداد في رحلتي سنة 601، فأقام بها اثني عشر يوماً، ثم دخلها ثانياً حاجاًّ مع الركب سنة 608، ... وسألته عن مولده فقال: ليلة الاثنين 17 رمضان سنة 560 بمرسية من بلاد الأندلس.[2]
وصية موسى بن محمد القرظي (بغداد)
وهناك في بغداد التقى الشيخ محي الدين بموسى بن محمد القرظي وعبد الوهاب ابن سكينة الذي كان مرابطاً فيها فنقل عنه وصية لطيفة ذكرها في وصاياه رضي الله عنه:
وصية إلهية فيها لطف: حدثني بها موسى بن محمد القرظي وعبد الوهاب ابن سكينة ببغداد عند اجتماعي به برباطه قال: يقول الله: إذا أحدث عبدي ولم يتوضأ فقد جفاني وإذا توضأ ولم يصلّ فقد جفاني وإذا صلى ولم يدعني فقد جفاني وإذا دعاني ولم أجبه فقد جفوته، ولست بربٍّ جافٍ ولست بربٍّ جافٍ ولست بربٍّ جافٍ.[3]
كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام (بغداد)
لا نعلم متى تم تأليف هذا الكتاب، ولكن ذلك حدث في بغداد،[4] فربما في سنة 601 أو في سنة 608، أو ربما في زيارات أخرى لا نعرفها. ويقول الشيخ محي الدين رضي الله عنه في بداية هذا الكتاب أنه ألّفه بناءً على رغبة أخ كريم له، ففعل كما تمنى عليه، واستخدم فيه أسلوب الإشارة؛ فما شرح فيه شيئاً، إنما ذكر أقوالاً مأثورة فيها إشارات لعلوم باطنية جمّة. وقد قسم الشيخ محي الدين هذا الكتاب الصغير إلى بضعة أجزاء تدور حول موضوع الرؤية، والسماع، والكلام، والتوحيد، والمعرفة، والحب، وإشارات أخرى مختلفة.
توجد من هذا الكتاب مخطوطات عديدة ذكرها عثمان يحيى في تصنيفه، وقد طبع أيضاً في
[1] الفتوحات المكية: ج1ص102.
[2] نفح الطيب: ج2ص162.
[3] الفتوحات المكية: ج4ص529.
[4] مؤلفات ابن عربي: ص193.